رغم المؤهلات الثقافية الكبيرة التي تزخر بها مدينة العرائش، ورغم كثرة المباني التاريخية التي تعود لحقب زمنية غابرة، بفضل تلاقح العديد من الثقافات التي وفدت على المدينة وبنت وأنجزت " مدينة ليكسوس الأثرية" و"موقع مزورة " وغيرهما. ورغم وجود المباني الضخمة التي تعود للعصر الذهبي للدولة المغربية، "برج اللقلاق" و"حصن القبيبات" و"السوق الصغير" وكذا المباني الموريسكية الكولونيالية، إلا أن وضع الكثير منها يكشف جليا مدى الإهمال والتهميش الذي سُلّط على مؤهلات جوهرة الشمال . مؤخرا، إلتقط ثلة من الباحثين والمهتمين بمجال التراث وتاريخ مدينة العرائش، مبادرة المركز الثقافي الإقليمي، الهادفة إلى هيكلة المراكز التابعة لوزارة الثقافة، وأعلنوا تأسيس نادي التراث الثقافي، علما أن بلدنا وقّع على العديد من المواثيق الدولية والمعاهدات التي جعلت من حماية التراث الثقافي موضوعا لفصولها ونقاطا لبنودها . وعقد أعضاء النادي لقاء بمكتبة وادي المخازن، سطروا فيه أهم الأهداف التي من أجلها تم تأسيس هذا المولود الجديد. وقال أحد المؤسسين إن النادي هو بمثابة جمعية ستقوم بتحديد طبيعة الأنشطة والبرامج الثقافية التي سيعرفها المشهد الثقافي بالمؤسسة الوزارية وباقي الفضاءات. وأشار شكيب فليلاح اللنجري إلى سعيهم من أجل توعية جيل الشباب، خصوصا تلاميذ الإعدادية والثانوية، وذلك من خلال وضعهم في الصورة العامة، "التي لا يحسن معظم التلاميذ قرائتها"، وهي أن العرائش مدينة تاريخية وإستراتيجية يجب النهوض بها. وعن الوسائل والأدوات التي سيستعملونها من أجل هذه المهمة الثقافية، أكد اللنجري أنهم يخططون لتنظيم محاضرات طوال السنة، واستضافة متخصصين في تاريخ المدينة، وإعداد ورشات لها علاقة بالتراث المادي، مع تنظيم زيارات لمختلف المآثر والمتاحف والمعالم الأثرية، على المستوى المحلي والجهوي. أما عن باقي الأنشطة، فذكر الفاعل الثقافي اللنجري، عزمهم المشاركة في الحفريات والإطلاع على الدراسات ذات العلاقة بالتراث، وكذا تنظيم معارض لتوثيق موقع ليكسوس الأثري، من خلال تنظيم جولات بالمدارس للتعريف به، وتنظيم المسابقات. وأشار ذات المتحدث إلى أهمية دعم التراث في مدراس المدينة العتيقة، من خلال تأسيس مكتبة وخزانة تضم مراجع وبحوث وكتب حول مدينة العرائش، فضلا عن إعداد مطويات تقدم لزوار المدينة وللسياح . وأكد اللنجري أن من أهم الأهداف وأسمى الغايات، التي يخططون لها بعناية، هي تصنيف مواقع أثرية وبنايات تاريخية بالعرائش ومحيطها، كتراث وطني وفقا لقانون 80/22 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية، والمناظر والكتابات المنقوشة، والتحف الفنية و العاديات .