أكد فاعلون سياسيون وجمعويون مغاربة بألمانيا، أن أفراد الجالية المغربية ليسو صوتا انتخابيا فحسب، ولكن مرجعية ثقافية وحضارية ودينية يجب ادماجها في البرامج الانتخابية للاحزاب. وأبرزوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الانتخابات التشريعية الالمانية المقررة في 24 شتنبر الجاري، أن المغاربة المقيمين بألمانيا الذين يعدون جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، مدعوون من جانبهم إلى الانفتاح على الواقع المعيش والمشاركة في تشكيل الرأي العام والاختيار الصائب للأحزاب. وفي هذا الصدد، يرى سمير الورداني نائب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي في جهة فرانكفورت فيست، انه لا يمكن لافراد الجالية المغربية الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم اذا لم ينخرطوا في العمل السياسي. وأعرب عن أسفه لكون حضور المغاربة في المشهد السياسي الالماني " يظل ضعيفا " خصوصا من جانب الشباب، والذي يمكن اعتباره مؤشرا على العزوف السياسي. واعتبر الورداني أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تشكل فرصة مواتية للمغاربة للتصدي لهذا العزوف وللتعبير عن اختياراتهم السياسية بالنظر الى التحديات الكبيرة التي تواجههم في ظل تنامي التيار الشعبوي المناهض للهجرة وللاسلام. وأكد على ضرورة تشجيع المغاربة على المشاركة السياسية، وكذا التواصل معهم والاطلاع على مشاكلهم لمعالجتها. من جانبه، يرى محمد عسيلة فاعل جمعوي ومستشار في شؤون الاندماج والتربية، أن برامج الاحزاب لا ترقى الى مستوى تطلعات الجالية المغربية بل يحكمها التهافت على كسب أكبر عدد من الاصوات. وشدد على أهمية مشاركة المغاربة في العملية الانتخابية ، مبرزا ان المغاربة يمكن ان يقوموا بدور طلائعي في هذا المجال من خلال الدخول مع الاحزاب الالمانية في إطار شراكة ووضعية رابح رابح لتشكيل لوبي سياسي قادر على خلق نوع من الديناميكية في المجتمع الالماني. وأعرب عن أمله في أن لا تقتصر الاحزاب المتنافسة في الانتخابات الالمانية على الاهتمام فقط بالقضايا الامنية والقضايا العامة التي تهم صالح البلد ولكن عليها ايضا الاخذ بعين الاعتبار انشغالات ومشاكل المهاجرين. ودعا عسيلة الاحزاب الى الوفاء بالوعود التي يتم الترويج لها من قبل بعض الاحزاب في الحملات الانتخابية من قبيل تدريس الدين الاسلامي في المدارس الالمانية وتكافؤ الفرص في سوق العمل للنساء المسلمات دون أخذ المرجعية الاسلامية او الثقافية كعامل محدد في الاختيار. وأعرب الفاعل الجمعوي والمحاضر في عدد من المؤسسات الالمانية عن أسفه لكون جل الاحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع تتعامل بحذر وتوجس مع سياسة اللجوء والهجرة والاسلام والسياسة الامنية الداخلية. ونبه إلى أن المشاركة المكثفة في الانتخابات من شانها ان تسد الطريق أمام الاحزاب المتطرفة المعارضة للهجرة مثل حزب "البديل من اجل المانيا" الذي يبني تصوره في منافسته ضد الاحزاب الاخرى، على الاقصاء والتهجير والرفض والتهميش للمسلمين والاجانب واللاجئين. وفي رأي ابراهيم الحجوي، مؤطر تربوي وفاعل جمعوي ، فان المشاركة في الانتخابات "تدخل في اطار القيام بواجبنا السياسي كمواطنين المان ذوي اصول مغربية". وأضاف انه من خلال هذه المشاركة يمكن الضغط على الاحزاب لكي تدرج في برامجها اهدافا لصالح الجالية المغربية مثل حق ابنائها في الولوج الى سلك الوظيفة وتحسين مستوى ابناء الجالية على مستوى التعليم والتكوين المهني والدراسة في الجامعات الالمانية. ولم تفته الاشارة الى الجهود التي تقوم بها الجمعيات المغربية من أجل حث المغاربة على المشاركة الفعالة حتى لا تترك الفرصة أمام الزحف الخطير للاحزاب المتطرفة في السنوات الاخيرة كحزب البديل والحزب القومي الالماني (حزب النازيين الجدد) المعروفين بسياستهما المعادية للاجانب عامة والمسلمين خاصة . *و م ع