"شوف.. تشوف".. وزد شويفة.. هادئة ولطيفة، على حد تعبير الزجال المتخفي (وراء الجبال)... نيني يا صديقي، يكذب عليك من يقول لك إنني لم أخطأ طريقي.. إليك.
- متكونش أنت الذي أخطأت طريقك إليّ؟ من ضلل منا الآخر؟
تواعدنا على مشارف القصيد، لما كانت أيامنا عيداً وقديداً.. وهيت لك على مذاق (الخبز والزيت) الذي لا يستعاد في زمن الحموضة، و(كتب الحب والنار) التي كانت تزعزع الكراسي الثابتة تحت القيعان المهترئة... آه، نسيت (الورد)..
يا رشيد ! هل تذكر الورد؟ والورد الجميل، تحديداً.
- ما هذا الخبل، يا مخبول يا أنا؟ وهل في الورد جميل وغير جميل؟ إما أن تأخذه كاملاً مكملاً أو شف لك مع "بلعمان" وشقائقه.. جاءك الخير يا أم الخير، ويا أمة الخرررررر...
تركت القصيدة- قصيدتك- في عز نضجها واكتمالها تتعرض للغارات الركيكة والقصف الإنشائي وتسللت إلى بلاط التي اعتقدنا خطأً أنها صاحبة جلالة، والحقيقة أنها لا تربو على كونها تضع "اجلالة" على عينك يا بن عدي...
تركت الشعر ينقال في باحات (عكاظ) واستمسكت بجنس العمود الذي يفضي بصاحبه، في أحسن حال، إلى أقبية (عكاشة) يا للمفارقة، بين عكاظ وعكاشة رشيد والرشيد...
وحيث أنك خنت القصيدة الجميلة، التي تقول كل شيء ولا تقول شيئاً، ومشيت (طوب) مع العمود الصحفي الذي يجعل حتى (الغاشي) يفهم ويطلع على دقائق الأمور في دقائق معدودة... كان لزاماً عليهم لجم (وقاحتك) التي أصبحت ترمي بشرر كل من في بطنه عجينة الحرام... حتى أن كثيراً من الناس المحترمين- وبالأخص المحترمين جداً- صاروا يحسبون كل شوفة (من شوف.. تشوف) عليهم... أما آن لك أن ترتاح في عتمة عكاشة، وتترك المحترمين جداً يعزفون على الأوتار (الحساسة) في واضحة النهار؟
يا رشيد! إننا أمة أريد لها أن تعبر بالشعر الغامض، لكي يبقى الشعب في دار "غفلون" يأكل الخبز والبيصرة ويدخن الكازا ويدك من كؤوس الشاي المدعم ويتفرج على التلفزيون الوطني، يمتع النظر في أجمل بلد في العالم، ثم يقوم في آخر الليل إلى عش تفريخ البشر بأقل تكلفة.. ويا كوخ ما دخلك مخزن، ما دخلك شر.. ويوم وراء يوم، (اشعيّب) ما فاق من نوم... وهكذا، سر "كود" مع الأغنية التي لا تنتهي في ساعة هانئة لا تنتهي... آش داك يا صاحبي إلى جر (الطّول) حتي يفطن (البغل) ويحرن ثم يبدأ في التفكير في الركل. ألم تصلك المقولة الجديدة: "هو لا يفكر، إذن هو يركل".. هل تريد تشغيل أسطوانة الأغنية القديمة بلامزتها: " كل شي كيرك بركل..."؟
عزيزي رشيد الرشيد ! زعم يا جاري راك عارف فاهم قاري.. بدأت بسلخ الجلد، قلنا: هو صابون تازة والسلام. انتقلت إلى اللحم، اعتقدنا أنها أيام العيد التي ستنتهي ويندمل الجرح ويجف القلم وستمرر الكرة بين الرجلين (تبييض، يعني) وستعود الأمور إلى أصلها: "برق ما تقشع" عوض "شوف.. تشوف"... ولكن عندما أصررت على مواصلة العناد وبلغت إلى العظام، ما استطاعوا معك صبراً.. وكان الذي يكون: عام في سجن الظلم.. وقتاش نشوفك؟
- "شوف.. تشوف" ما بقينا شايفين والو. من نصدق؟ عيوننا الجاحظة أم الكلام في كلام في الأشواط الإضافية من ماتش (الإصلاح والتغيير) الذي نتمنى أن لا يكون مبيوعاً...
أنتظر طلعتك البهية بكل محبة. *محمد سدحي (قاص من طنجة) [email protected]