يسعى مشروع "تطوان بعيون شبابها"، والذي قدمت أفلامه في عرض ما قبل الأول أمس الثلاثاء بسينما "إسبانيول"، إلى الغوص في قلب التراث الثقافي والإرث الحضاري لمدينة الحمامة البيضاء، والذي يعد ثمرة تلاقح عدة ثقافات. من خلال معمارها ومعالمها التاريخية وتقاليدها وعاداتها، تجسد مدينة تطوان بؤرة تلاقح الثقافات، حيث تأثرت بشكل كبير بالحضارات القريبة، خاصة الأندلسية التي كان لها تأثير كبير على الذوق الفني لسكان المدينة ونمط حياتهم الاجتماعية والثقافية. ويكشف مشروع "تطوان بعيون شبابها"، الذي أنجزته جمعية "إبداعات" بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال وجمعية تطوان أسمير والاتحاد الاوروبي والمركز الثقافي البريطاني، من خلال 15 شريطا قصيرا، عن روعة مختلف المواقع التاريخية وتجليات التراث الثقافي للمدينة، خاصة الموقع التاريخي "تمودا" ومدرسة الفنون الجميلة والأبواب السبعة لتطوان وفن الحضرة والموسيقى الأندلسية وزي "الشدة" أو فنون الخزف والنقش. وبإمكان الجمهور مشاهدة هذه الأفلام القصيرة، التي تتراوح مدتها بين ثلاث وأربع دقائق، على موقع موسوعة (ماكروبيديا)، لإحياء تاريخ المدينة وتشجيع تنوعها الثقافي والحفاظ على هذه الذاكرة لدى الأجيال الناشئة. وأبرز الكاتب العام لجمعية "إبداعات"، حاتم مختاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة، التي ترمي إلى إعادة اكتشاف التراث التاريخي لمدينة الحمامة البيضاء، تعتبر الأولى من نوعها، مضيفا أن فكرة المشروع نبعت من الرغبة المشتركة للعديد من الشباب التطوانيين للمساهمة في تثمين هذا التراث، والالتقاء مع الفنانين والمهنيين للحصول على شهاداتهم والتوقف عن كثب عند مختلف مظاهر التراث الثقافي والحضاري للمدينة. وتأسست جمعية "إبداعات" على يد شباب حي جامع مزواق بعد إنتاج وثائقي "عيون تطوان" (آي أوف تطوان) في مارس الماضي، بهدف تكسير الصورة المشوهة عن الحي. وبعد نجاح هذه المبادرة، قرر الشباب خوض مشروع جديد بشراكة مع "ماكروبيديا"، الموسوعة التضامنية للمغرب، للتعريف بالتراث الثقافي لتطوان وللتأكيد على أن محاربة الصور النمطية يمر عبر الفن والثقافة. *و م ع