أرخى استمرار إغلاق معبر "تارخال 2" الواصل بين مدينة سبتةالمحتلة وبقية الأراضي المغربية، بشكل كبير على ممتهني التهريب المعيشي، الذين وجدوا أنفسهم في حالة عطالة إجبارية، بعد توقف نشاطهم الذي يشكل مصدر عيش غالبيتهم. وكانت السلطات الإسبانية، قبل أسبوع، قد قررت إغلاق هذا المعبر في وجه حركة التهريب المعيشي، بتنسيق مع السلطات المغربية، بذريعة توجيه كافة الجهود لمواجهة عمليات اقتحام ينفذها مهاجرون منحدرين من دول جنوب الصحراء الإفريقية، بينما لم يطل هذا الإجراء المعبر الآخر المخصص لعبور أفراد الجالية المغربية المقيمة في أوروبا. وقد عبَر عدد من هذه الفئة التي تقتات من وراء التهريب المعيشي بباب سبتة لجريدة "طنجة 24" عن معاناتهم من استمرار إغلاق معبر "تراخال 2" منذ الاثنين 7 غشت، وهو ما تسبب لهم في ضياع موارد مالية مهمة تعينهم في حياتهم اليومية. وتقول "خديجة العشيري"، وهي سيدة ثلاثينية، تقدم بأنها في حاجة ماسة للعودة إلى العمل من أجل كسب بعض الاموال، خاصة أن عيد الأضحى على الابواب بالإضافة إلى الدخول المدرسي، المناسبتان اللتان تتطلبان موارد مالية مهمة". وتضيف هذه السيدة التي تقدم نفسها بأنها أرملة تستعين على مهنة التهريب المعيشي على إعالة أربعة من أطفالها "منذ أزيد من أسبوع لم ندر أي مبلغ مالي بسبب استمرار إغلاق المعبر من طرف السلطات المغربية". "محمد البقالي"، مواطن آخر يزاول مهنة التهريب المعيشي عبر باب سبتة، يلفت في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، على أن هذه الفئة ومعهم التجار " يتضررون من هذه الإجراءات التي تطالهم من حين لآخر. ". ويضيف قائلا " لا علاقة لنا بالمهاجرين الأفارقة الذين اقتحموا المعبر، والجميع يعرف أننا نكسب قوت يومنا من التجارة البسيطة التي نمارسها بين سبتة والمدن المجاورة ". إغلاق معبر "تارخال" الثاني، من طرف السلطات الإسبانية، جاء غداة عملية اقتحام بالقوة نفذها نحو 300 مهاجر من دول إفريقيا جنوبي الصحراء إلى مدينة سبتة، أسفرت عن نجاح 186 منهم في الوصول إلى تراب الثغر السليب. وتتذرع السلطات الإسبانية، بأن المهاجرين الأفارقة يستغلون الاكتظاظ الذي يشهده المعبر الحدودي خلال فترة نشاط ممتهني التهريب المعيشي.