تمتلك مدينة طنجة شريطا ساحليا مثيرا يبدأ من ميناء المدينة غربا، إلى منطقة مالاباطا شرقا، وهذا الشريط الذي يُطلق عليه محليا اسم "بلايا" أو "La playa" بالاسبانية، كان لعقود طويلة رمزا لجمال طنجة ونقطة الجذب للسياح الاجانب، خاصة في الفترة الدولية للمدينة والعقود الثلاثة التي تلتها. ورغم هذه الميزة الكبيرة والفريدة التي تمتلكها مدينة طنجة، إلا أن هذا الشاطئ تعرض للإهمال من طرف المسؤولين وأصبح مع النمو الديموغرافي الهائل الذي عرفته طنجة بمثابة وعاء للنفايات ومياه الصرف الصحي، ليفقد مع مرور السنوات نظافته وجماله ويتحول إلى مجرد منظر يؤثث صورة المدينة. في منطقة أخرى من الأرض، وبالضبط في البرازيل، يوجد واحدا من أفضل الشواطئ في العالم، وهو شاطئ "كوباكابانا" بمدينة ريو دي جانيرو الذي يستقطب الملايين من السياح كل سنة، يأتون فقط للاستمتاع بمياهه والاستراخاء على رماله. شاطئ "كوباكابانا" لا يختلف كثيرا عن "بلايا" طنجة من الناحية الجغرافية، فكلاهما يقعان كواجهة للمدينة وخلفهما الكورنيش، غير أن الفرق بينهما شاسع من حيث الاهتمام والعناية، فالأول تحرص الجهات المسؤولة على نظافته وتجهيزه بالضروريات التي يحتاجها المصطافون والسياح، بينما الثاني يتعرض لإهمال مدمر جعله من أكثر الشواطئ تلوثا في المغرب. ورغم رغبة المسؤولين في تحقيق اقلاع سياحي في طنجة بالموازاة مع الاقلاع الصناعي، إلا أنه خلال مراجعة "طنجة 24" للمشاريع السياحية التي تم انجازها، والتي في طور الانجاز بطنجة، يُلاحظ غياب تام لمشاريع مرتبطة بالشاطئ البلدي، ولا تبدو هناك أي مبادرات لتنظيف الشاطئ وتحسين جودة مياهه وتجهيزه بما يلزم لجعله قبلة سياحية مميزة. طنجة تمتلك العديد من المؤهلات السياحية الجميلة، وتمتلك أيضا العديد من الشواطئ الجميلة في مناطق اخرى، غير أن شاطئ "البلايا" يبقى أكبر ميزة سياحية للمدينة لم يتم استغلالها مثلما يجب، ويرجع هذا المشكل إلى المسؤولين دون غيرهم. والغريب أن كورنيش المدينة حظي بمشروع اعادة تأهيل وتجهيز جديدة جعلته من بين أجمل واجهات الكورنيش في المغرب، بالاضافة إلى اعادة تأهيل ميناء طنجةالمدينة وتحويله إلى ميناء ترفيهي، في حين أن الشاطئ القريب منهما لم تمسه أي مشروع من هذه المشاريع. وإذا أردنا أن نجيب على السؤوال المطروح في العنوان "ما الذي يمنع بلايا طنجة أن تكون مثل كوباكابانا في البرازيل؟" نجيب ببساطة: لا شيء يمنع من جعل بلايا طنجة واجهة سياحية عالمية مثل كوباكابانا، شرط أن يتحرك المسؤولون.