رسم تقرير بيئي جديد، صورة قاتمة لوضعية المناطق والمساحات الخضراء على مستوى المجال الحضري لطنجة، حيث ما تزال المدينة تعاني نقصا حادا في معدل الفضاءات الخضراء، في ظل استمرار الانتهاكات والتطاول على الثروة البيئية للمدينة. ويظهر التقرير السنوي حول البيئة الصادر عن مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، أن 63.62 في المائة من سكان مدينة طنجة، لا يتوفرون على متنفسات خضراء، وذلك بفعل التمدد العمراني والإجهاز المستمر على الفضاءات والمساحات الخضراء. ولامس التقرير، الذي حصلت جريدة طنجة 24 على نسخة منه، تفاوتا كبيرا في معدلات المساحات الخضراء بالنسبة للمقاطعات الأربع المشكلة لجماعة طنجة، حيث تعد مقاطعة بني مكادة، التي تعتبر أكبر مقاطعة حضرية في المغرب، أفقر المناطق من حيث المساحات الخضراء، إذ لا يتجاوز نصيب الفرد الواحد 0.27 متر مربع. وتأتي مقاطعة مغوغة، في المرتبة الثانية من حيث المناطق أكثر افتقارا للفضاءات الخضراء، حيث لا يتعدى نصيب الفرد الواحد 2.09 متر مربع من إجمالي المساحة. فيما توفر مقاطعة السواني 3.18 متر مربع من المساحات الخضراء لكل مواطن، في حين توفر مقاطعة طنجةالمدينة، أكبر نصيب من المساحات الخضراء، إذ تصل المساحة المفترضة للفرد الواحد إلى 6.77 متر مربع. وتعتبر هذه المعدلات المتوفرة للفرد الواحد، ضعيفة مقارنة مع المعدل المعمول به دوليا، الذي لا يجب أن يقل عن 10 متر مربع، وفق ما وضحه الناشط البيئي عدنان المعز، في حديث سابق لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أبرز من خلاله، أن المساحة الإجمالية للمناطق الخضراء بمدينة طنجة، لا تتعدى 300 متر مربع، أي 3 أمتار فقط للفرد الواحد. وفي ظل هذا النقص الكبير في معدل المساحات الخضراء على مستوى مدينة طنجة، تواصلت خلال سنة 2016، عمليات اجتثاث الأشجار والغابات، حسب ما أورده التقرير البيئي، متحدثا عن قيام جهة "مجهولة" بقطع أشجار غابة "مديونة" و"السانية"، وفتح الباب أمام مجموعة من الزراعات الكفيلة. وسجل التقرير ذاته، فقدان 70 في المائة، من المساحة الغابوية، التي كانت محسوبة على "الغابة الديبلوماسية" المعروفة لدى الطنجاويين ب"غابة الميركان"، جراء التمدد العمراني، الذي يهدد أيضا غابة "الرهراه" التي تم الترخيص فيها لإحداث مقبرة. وتعيش غابة "السلوقية"، التي سبق لها أن كانت الدافع لهبة غير مسبوقة من طرف نشطاءء المجتمع المدني في طنجة، هي الأخرى، شبح الإجهاز على المزيد من مساحاتها، بعدما تم الترخيص لإقامة مشاريع تجارية وترفيهية، وفق ما رصده تقرير مرصد حماية البيئة والماآثر التاريخية لسنة 2016. ولا يبدو الحال أفضل بالنسبة لغابة "الفرنساوي" الكائنة بتراب مقاطعة بني مكادة، والتي تعاني من حالة الإهمال غداة إقبار مبادرة لمجلس مقاطعة بني مكادة للنهوض بوضعيتها، حيث يوجد محط أصابع الاتهام هذه المرة، المندوبية الجهوية لوزارة الصحة، التي تسعى للغجهاز على هذا الفضاء الغابوي بدعوى توسعة مستشفى "محمد السادس"، دون سلوك الغجراءات المسطرية المعمول بهان وفق ما تؤكده مصادر جمعوية.