تعد قراءة القرآن ، من أكثر الأعمال التعبدية التي يحرص عليها الكثير من المسلمين خلال شهر رمضان الفضيل، حيث يقتني الكثير منهم مصحفاً خاصاً به يتابع من خلاله قراءته، الأمر الذي يرفع نسبة مبيعات المصاحف في المكتبات والمعارض المخصصة إلى 50 في المائة، وفق تقديرات الباعة ومسؤولي المحلات والمكتبات. وتنشط بشكل لافت، تجارة المصاحف المزينة بمختلف الألوان والأشكال والأحجام، من طرف فئات الرجال والشباب و النساء والفتيات خاصة، وذلك بفضل ملاءمتها للقدرة الشرائية لمختلف شرائح المجتمع الطنجي. "بديعة العلواني "صاحبة مكتبة ب "رأس المصلى" في طنجة، تؤكد أن مبيعات القرآن الكريم خلال شهري رجب وشعبان تزداد مع تزايد الطلب عليها من طرف الناس من كافة الأعمار وخصوصاً من النساء مقارنة ببقية شهور السنة. وتبرز "بديعة"، أنه ولضعف القدرة الشرائية لا زال المغاربة يقبلون على مصاحف عادية يتراواح ثمنها بين 20 درهم و100 درهم وهي في متناول الجميع وتناسب القدرة الشرائية للمواطنيين. وتلاحظ ذات المتحدثة، أن الإقبال على شراء المصاحف، يشكل بشكل أكثر من طرف النساء مقارنة مع الرجال، مفسرة ذلك حسب رأيها، الرجال لديهم الفرصة لتلاوة القرآن الكريم بالمساجد في المصاحف الوقفية في مختلف الأوقات، بينما النساء يتعذر عليهن القيام بهذا الأمر في كل وقت. بدوره يؤكد عبد المنعم ، صاحب محل لبيع المنتجات الدينية بشارع فاس في طنجة ، أن ما يميز هذه المهنة، مقارنة مع نظيرتها من المهن الموسمية الأخرى، أنها لا تتطلب مجهودا لإقناع الزبون باقتناء مصحف أو شريط ديني، لأنه مقتنع بها ويعلم أنه مهما ارتفع سعر اقتنائها لا يوازي قيمتها الدينية والروحية. أما بخصوص مدى إقبال المواطنين على اقتناء المستلزمات الدينية في شهر رمضان، فيؤكد عبد المنعم ، أن الإقبال في هذه الفترة يكون بصفة غير مسبوقة مقارنة مع باقي الفترات، كما أن أثمنة الكتيبات والأشرطة الدينية تبقى قارة بل هناك من الباعة من يخفضون أثمانها ليحفز المواطنين على اقتنائها. وإلى جانب المكتبات العمومية والمحلات المهيكلة، تعرف العديد من الشوارع والأرصفة، انتشار ظاهرة بيع المصاحف والأشرطة الدينية، من طرف مواطنين يؤكدون أيضا، ازدياد الإقبال على معروضاتهم خلال شهر رمضان، مثلما هو الأمر بالنسبة إلى "أحمد"، الذي يقوم بعرض بضاعته على متن عربة متحركة يطوف بها شوارع طنجة أو أمام المساجد. "مع اقتراب رمضان أقوم بشراء بعض كتيبات الأدعية، و مصاحف قرآنية من الحجم الصغير، وأشرطة قرآنية بغرض إعادة بيعها خلال هذا الشهر" يقول أحمد، وهو الشاب الثلاثيني، الحاصل على شهادة جامعية لم تسعفه في الحصول على عمل وظيفي، ويكشف أن هذه المقتنيات تلقى إقبالا من طرف المواطنين خلال شهر الصيام، مقارنة مع باقي أشهر السنة بسبب رغبة الناس في التفقه في دينهم، وتحصيل الأجر والثواب خلال شهر القرآن. ويؤكد هؤلاء الباعة أن مهنة بيع المستلزمات الدينية في شهر رمضان، لا يعدو أن يكون إسهاما منهم في ترشيد التدين، وتشجيع الناس على التفقه في الدين خلال هذا الشهر المعظم، ولا يحكمها أبدا منطق الربح، خصوصا وأن أثمنة ما يتم عرضه لا يتجاوز في أغلب الأحيان 40 درهما لكتب فقه الصيام مثلا، أو 30 درهما لسجاجيد الصلاة، و 10 دراهم لكتيبات الأدعية. "إذا جيتي تشوف راه مكاينش شي ربح نيت، المهم كتديي درهمين في كل حاجة أصافي"، يقول، أحد باعة المصاحف والأشرطة الدينية، مضيفا أن المواقع الالكترونية، والقنوات الدينية الموضوعاتية، التي تنشط خلال شهر رمضان، باتت تشكل قبلة للمواطنين، ومنافسا لباعة المستلزمات الدينية، لكن رغم ذلك فبيعها يضفي أجواء روحانية على الشهر الفضيل.