تؤثر زيادة الإقبال على تلاوة القرآن في هذا الشهر الفضيل، على نسبة مبيعات المصاحف في المكتبات والمعارض المخصصة لهذا الغرض ورفعتها إلى نسبة تتجاوز 60 في المائة، وفق تقديرات عدد من الباعة ومسؤولي المحلات التي رصدت "التجديد"نشاط بيع المصاحف فيها. وهو معدل لا يتحقق في أي شهر من أشهر السنة بحسب المهنيين بحي المكتبات في منطقة الحبوس بالدارالبيضاء، الذي توجد فيه أهم المكتبات ودور النشر المغربية والعربية. ولأن المغاربة يحرصون على قراءة القرآن الكريم في رمضان، وختمه قبل نهاية الشهر الكريم، فإن مبيعات المصاحف تزداد سواء للأشخاص أو للمؤسسات التي تشتري كميات من المصحف الشريف لتوزيعها إما كوقف داخل المساجد أو كهدايا خصوصا في مثل هذه المناسبة المباركة، وأوضح تجار بيع المصاحف أن اهتمام المغاربة باقتناء المصاحف أمر رائج على مدار السنة، لكن تزداد نسبة الإقبال في رمضان بحوالي 10 بالمائة، بينما توقعوا أن تعود مبيعات إلى المستوى الذي كانت عليه قبل رمضان، وذلك قبيل العيد بأيام حتى بداية العام الدراسي المقبل الذي يؤثر كما هي العادة على نشاط بيع المصاحف سنويا. فالإقبال على شراء المصاحف بأحجامها المختلفة ينطلق قبل شهر رمضان المبارك، ويمتد ليصل إلى ذروته في العشر الأواخر منه، والمصاحف المطروحة للبيع تتنوع بين مصاحف التلاوة فقط، و مصاحف الحفاظ التي تكون مقسمة حسب أجزاء القرآن الكريم ومنها ما يقسم 30 جزءا أو إلى ثلاثة أقسام يكون في كل قسم منها 10 أجزاء من القرآن وغيرها من التقسيمات الأخرى التي وضعت بهدف مساعدة حفاظ القرآن على ضبط حفظهم.وتتراوح أثمنتها عموما بين 24 و200 درهم، وهناك مصاحف أخرى يفوق ثمنها المئتين درهم. وأكد مدير دار السلف الصالح بالدارالبيضاء ل "التجديد" أن حركة مبيعات المصاحف تبقى ثابتة في كل عام بالمقارنة مع حجم المبيعات طوال السنة، وقدر موظف الدار، مبيعات المصاحف ما بين 20 إلى 30 مصحفا، بما يعني أن مبيعاتها طيلة شهر رمضان تصل إلى أزيد من 3000 مصحف. وقد تزاد بحسب اقتناء المحسنين لأعداد كبيرة منها (قد تصل إلى 100 قرآن في اليوم) وجعلها وقفا في المساجد، كما يتم تقديمها في الغالب بصفتها هدايا. وأضاف أن بائعي المصاحف يحرصون في شهر رمضان على مضاعفة الكميات التي لديهم وتنويعها بحيث تخدم مختلف الشرائح والأعمار في هذا الموسم الفضيل مبينا أن طباعة المصحف الشريف شهدت تطورا كبيرا في السنوات القليلة الماضية ما جعل الخيارات متاحة بشكل واسع للمشترين لاختيار نوعية الخط وحجمه وشكل المصحف بشكل عام. وأوضح محمد أنه لاحظ أن الإقبال على شراء المصاحف في شهر رمضان من قبل النساء يكون بشكل أكثر من الرجال حسب مشاهدته معللا سبب ذلك بأن الرجال لديهم الفرصة لتلاوة القرآن بالمساجد في المصاحف الوقفية الموجودة في مختلف الأوقات في حين يتعذر على النساء يتعذر القيام بهذا الأمر في كل وقت ما يجعلهن يقتنينه مصاحف خاصة بهن. مشيرا إلى الكثير من المشترين يحرصون على اقتناء المصاحف الصغيرة والمتوسطة الحجم التي يسهل حملها لقراءتها في المساجد أو الأماكن العامة وحتى في مكاتب العمل، في حين يقتني كبار السن المصاحف الكبيرة التي تتيح لهم التلاوة بشكل واضح لمساعدة ضعاف النظر منهم. وبين صاحب دار النشر أن عددا من الراغبين في شراء المصاحف يحرصون على شراء كتب ميسرة للتفسير مع المصحف الذي يشترونه وبعضهم يفضل شراء مصحف مفسر يستخدمه للتلاوة وقراءة التفسير في الوقت نفسه، فيما تظل جودة وفخامة الطباعة وحجم المصحف وشكله العام جميعها وأيضا إذا ما كان كاملا أو مجزءا عوامل مهمة في تحديد سعر المصحف. من جهته قال بائع في إحدى المكتبات الدينية، أن المصاحف الكترونية التي انتشرت مؤخرا، وتأتي بأشكال متباينة مسجلة على أقراص مدمجة أو ضمن برامج خاصة. ويمكن للقارئ تحميلها من شبكة الانترنت على حاسوبه الشخصي أو هاتفه الجوال، لم تؤثر بشكل كبير أعلى مبيعات المصاحف الورقية المطبوعة.