يستعد المغاربة كل عام لاستقبال شهر رمضان الكريم بحفاوة معهودة، وطقوس متجدرة في عمق المجتمع المغربي، فبعيدا عن تهافت البعض على الأسواق والمحلات الغذائية لضمان مؤونة الشهر، تجد المغاربة يتسارعون لشراء مستلزمات رمضان الدينية من قبيل المصاحف، سجادات الصلاة وغيرها. إذ يقوم مصطفى «بائع متجول» كل رمضان بشراء بعض كتيبات الأدعية، ومصاحف قرآنية من الحجم الصغير، وسجادات الصلاة بغرض بيعها في هذا الشهر»، يقول مصطفى: إن هذه المقتنيات تلقى إقبالا من طرف المواطنين خلال شهر الصيام، مقارنة مع باقي أشهر السنة بسبب رغبة الناس في التفقه في دينهم، وتحصيل الأجر والثواب خلال شهر القرآن، وهذا ما يجعلني أبدل بضاعتي الرسمية كل رمضان بهذه البضاعة التي تعود علي بالنفع والرزق المنشود. ويتراوح ثمن المصاحف ما بين 50 إلى 150 درهم حسب الحجم وما يحتويه من تفسيرات أو قواعد تجويد. في حين تباع سجادة الصلاة صغيرة الحجم ب 30 درهما، أما كبيرة الحجم فثمنها يتراوح ما بين 40 إلى 100 درهم حسب نوعية القماش. بيع المصاحف وسجاجيد الصلاة، وغيرها من المستلزمات الدينية لا يقتصر فقط على الباعة المتجولين بالشوارع، بل يشمل أيضا أصحاب المحلات التجارية، حيث ما إن يقترب الشهر الفضيل، حتى تغزو المصاحف القرآنية بأحجامها المتنوعة وقراءاتها المختلفة، وسجادات الصلاة الأسواق العمومية، وأبواب المساجد، مضفية بذلك أجواء روحانية على الشهر الكريم. يقول» أحمد صاحب محل لبيع المنتجات الدينية»، بحي النرجس بفاس إن الناس خاصة في رمضان يرغبون في اكتساب مزيد من التفقه والمعرفة الدينية، مشيرا إلى أن ما يميز هذه المهنة، مقارنة مع نظيرتها من المهن الموسمية الأخرى، أنها لا تتطلب مجهودا لإقناع الزبون باقتناء مصحف أو شريط ديني، أو سجادة صلاة، لأنه مقتنع بها ويعلم أنه مهما ارتفع سعر اقتنائها لا يوازي قيمتها الدينية والروحية. أما بخصوص مدى إقبال المواطنين على اقتناء المستلزمات الدينية في شهر رمضان، فيؤكد أحمد، أن الإقبال في هذه الفترة يكون بصفة غير مسبوقة مقارنة مع باقي الفترات، كما أن أثمنتها تبقى قارة بل هناك من الباعة من يخفضون أثمانها ليحفز المواطنين على اقتنائها. ويؤكد أحمد أن مهنة بيع المستلزمات الدينية في شهر رمضان، لا يعدو أن تكون إسهاما منهم في ترشيد التدين، وتشجيع الناس على التفقه في الدين خلال هذا الشهر المعظم، ولا يحكمها أبدا منطق الربح، خصوصا وأن هامش الربح فيما يتم عرضه لا يتجاوز في أغلب الأحيان 20 درهما للمصحف مثلا، أو 12 درهما لسجاجيد الصلاة، و 3 دراهم لكتيبات الأدعية. مضيفا أن المواقع الإلكترونية، والقنوات الدينية، التي تنشط خلال شهر رمضان، باتت تشكل قبلة للمواطنين، ومنافسا لباعة المستلزمات الدينية، لكن رغم ذلك فبيعها يضفي أجواء روحانية على الشهر الفضيل.