أكد ممارسون في قطاع الطب والتغدية أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع اعتدال في الاستهلاك خلال شهر رمضان المبارك ضروري لراحة الجسم والعقل وبالتالي الاستفادة من الصيام. وأوصت الاستشارية في مجال التغدية، ندى الهاشمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بضرورة تناول أطعمة ذات فائدة غذائية عالية من شأنها توفير الطاقة اللازمة للجسم في وقت الصيام. وأضافت أنه من المهم تنظيم وجبات الطعام خلال الفترة القصيرة الفاصلة بين الإفطار والسحور، للتمكن من الاحتفاظ بالحيوية طوال اليوم، وعدم التسبب في "صدمة" للجهاز الهضمي الذي كان في راحة طيلة اليوم ، مشيرة إلى ضرورة تجنب الوجبات الدسمة وذات السعرات الحرارية المرتفعة. كما أكدت ضرورة تجنب الصائمين للأطعمة الغنية بالسكريات والدهنيات في وقت الإفطار،لأن هذا النوع من الأغذية "يملأ البطن" دون أن يوفر العناصر الغذائية الضرورية مضيفة أن استهلاك مادة الملح بكثرة ليلا يتسبب ، بالإضافة إلى كونها تضر بالصحة ،في زيادة الشعور بالعطش في اليوم الموالي . من جهتها، أكدت اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي، الدكتورة وفاء السمري، أنه يجب على كل شخص يعاني من مرض مزمن استشارة طبيبه المعالج قبل حلول شهر رمضان حتى يتسنى له معرفة ما إذا كانت حالته الصحية تسمح له بالصيام، مشددة على أنه يتعين على المصابين بمرض السكري وبأمراض معوية مزمنة وكذا المصابين بالأورام استشارة طبيبهم قبل الشروع في الصيام. وسلطت الدكتورة السمري الضوء على أهمية شرب الماء بكميات كافية ومنتظمة طيلة المساء، محذرة من المشروبات الغازية التي يمكن أن تسبب انتفاخ البطن، ومشاكل هضمية، ونقصان الشهية. وأضافت أنه يتعين خلال شهر رمضان تقسيم تناول الطعام على وجبتين أو ثلاث في أوقات متباعدة حتى يتمكن الصائم من الاستفادة من جميع العناصر الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات)، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن والألياف الضرورية للجسم. وحذرت من الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر لاسيما الحلويات المغربية الشعبية من قبيل الشباكية والبريوات داعية في المقابل إلى تناول "السلطات" والخضار لتسهيل عملية الهضم وتفادي الإمساك. من جهته أكد اختصاصي أمراض الغدد وداء السكري والتغذية، الدكتور حمدون الحسني، أن العلاج بالصيام أصبح اليوم علاجا طبيا منتشرا في كل أنحاء العالم وأن الأطباء المعالجين الذين يصفون العلاج بالصيام واعون بأهمية هذه الممارسة حيث لوحظ لدى المريض الذي يعالج بالصيام تغير في وظائفه وتحسن في مناعة جسمه ومقاومته. ويتعين على مرضى السكري، يتابع الدكتور الحسني، اتخاذ احتياطات خاصة خلال شهر رمضان حتى يتمكنوا من السيطرة على نسبة السكر في الدم وذلك من خلال تجنب نقص نسبة السكر في الدم خلال النهار (0,70- غ) وارتفاع نسبته في الدم أثناء الليل (2,50+ غ)، مسلطا الضوء على أهمية تحديد أعراض نقص وارتفاع نسبة السكر في الدم ، ومعرفة كيفية تدبير كل حالة وقياس مستويات الغلوكوز، وشرب الكثير من الماء وتناول وجبات متوازنة. وقال الدكتور إنه يمكن للمصابين بداء السكري الذين لا يتناولون جرعات الأنسولين بل يتناولون مضادات السكري عن طريق الفم، صيام شهر رمضان، في حين ينبغي على مرضى السكري من النوع "2" الذين يتناولون مادة السولفميد ضبط الجرعات ومراقبة مستويات السكر في الدم بوتيرة أكبر من المعتاد فضلا عن مراجعة طبيبهم الخاص. وأضاف أنه يتعين بالنسبة لمرضى السكري الذين يتعالجون بجرعات الأنسولين، استشارة طبيبهم الخاص لضبط علاجهم، مذكرا بأن أهم المخاطر التي تحدق بمرضى السكري ترتبط بالافراط في تناول السكريات عند الإفطار وعدم ضبط العلاج المضاد لداء السكري خلال شهر الصيام. ودعا الدكتور الصائمين إلى اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة بانتظام والنوم لفترة كافية. ويشكل شهر رمضان اختبارا للجسم غير أنه بإمكان الشخص السليم صوم الشهر الفضيل بشكل جيد ومريح شريطة أن يحرص على تناول وجبات متوازنة وتدبير جيد لنظامه الغذائي .