برهن المنتخب المغربي على أن ما قدمه من مستوى مذهل في كأس العالم 2022 لم يكن مُجرد صدفة، بعدما حقق فوزاً تاريخياً على ضيفه البرازيلي بنتيجة 1/2 تحت أنظار 65 ألف متفرج، في مباراة ودية ضمن أجندة الفيفا، انتهت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، واحتضنها ملعب ابن بطوطة في مدينة طنجة .. اتسمت المباراة بأجواء احتفالية صاخبة للجمهور المغربي بعد وصول المنتخب البرازيلي إلى طنجة بجميع نجومه، فضلاً عن كونها المباراة الأولى لمنتخب أسود أطلس بعد احتلاله للمركز الرابع في كأس العالم 2022 بقطر. شهد الشوط الأول إهدار المنتخب المغربي ل 3 فرص واضحة للتسجيل بقيادة سفيان بوفال وحكيم زياش ويوسف النصيري، إلا أن اللمسة الأخيرة لم تكن في المستوى المأمول باستثناء تسديدة بوفال التي جاء منها هدف التقدم. وكادت شباك المغرب تهتز في أكثر من مناسبة بسبب تعمد الحارس ياسين بونو الاستحواذ بالكرة تحت قدميه أو تمريرها لأحد المدافعين بدلاً من تشتيتها، رغم الضغط المستمر عليه وعلى زملائه المدافعين من فينسيوس جونيور وروني. وتقدم المنتخب المغربي بالهدف الأول عند الدقيقة 29 بتسديدة ماكرة من وضع الدوران داخل منطقة الجزاء عن طريقة جناح نادي الريان القطري، سفيان بوفال. وتموقع سفيان بوفال داخل منطقة الجزاء بين قلبي دفاع المنتخب البرازيلي، ليتلقى تمريرة عرضية أرضية من اللاعب الواعد بلال الخنوس، ومن وضع الدوران سدد بوفال بقدمه اليمنى لتذهب كرته على يمين الحارس ويفيرتون الذي لم يحرك لها ساكناً. ويُعد الهدف الذي سجله سفيان بوفال هو الأول في 3 مباريات للمنتخب المغربي أمام البطل القياسي لكأس العالم "البرازيل"، إذ انتهت المباراة الأولى "ودياً" بفوز البرازيل 2-0، وأحرز الثنائية دينلسون عام 1997، وانتهت المباراة الثانية في الجولة الثانية بدور مجموعات كأس العالم 1998 في فرنسا بفوز البرازيل 3-0. في الشوط الثاني، أجرى المدير الفني للمغرب وليد الركراكي 3 تغييرات بنزول يحيى عطية الله وعبد الحميد صابري وعمران لوزة في الدقائق 52 و64، بدلاً من الثلاثي أشرف حكيمي وبلال الخنوس وعز الدين أوناحي. المغرب يواصل العزف المنفرد رد المدير الفني الجديد لمنتخب البرازيل رامون مينيزيس بثلاث تغييرات دفعة واحدة في الدقيقة 65، بإشراك أنتوني ماتيوس وفيتور روكي ورافاييل فيغا بدلاً من روني ورودريغو وأندري سانتوس، وما هي سوى دقائق ونجح كارلوس كاسيميرو في تسجيل هدف التعدل بخطأ فادح من ياسين بونو. بدأت لعبة هدف تعادل البرازيل 1/1، عندما قص صانع ألعاب أولمبيك ليون، لوكاس باكيتا، الكرة من لاعب وسط المغرب، ليمررها إلى كارلوس كاسيميرو الذي سدد كرة ضعيفة في متناول اليد من حوالي 20 ياردة، لكنها مرت بشكل غريب من أسفل الحارس ياسين بونو الذي تعامل معها باستخفاف لتهتز شباكه في الدقيقة 67. لكن المنتخب المغربي تعافى سريعاً من هفوة بونو، واستطاع استعادة سيطرته على الكرة بتدويرها من اليمين واليسار بقيادة الثنائي حكيم زياش ويحيى عطية الله. وفي الدقيقة 79 كلل عبد الحميد صابري مجهوداته في خط الوسط بتسجيل هدف التقدم 1/2 بتصويبة صاروخية لا تصد ولا ترد ارتطمت في العارضة وعانقت الشباك بشكل رائع. ونجح المنتخب المغربي في الحفاظ على تفوقه 1/2 حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت المُحتسب بدل من ضائع (5 دقائق)، ليهدي العرب أول فوز في التاريخ على المنتخب البرازيلي ، بعد 24 مباراة لعبتها جميع المنتخبات العربية في السنوات الماضية ضد الفريق الملقب ب "السليساو"، انتهت جميعها لصالح البرازيل. بهذه النتيجة يواصل المغرب عزفه المنفرد كأفضل منتخب كرة قدم عربي في الوقت الراهن، بتحقيق الفوز على البرازيل بعد 3 أشهر فقط من العودة من مونديال قطر بإنجاز المركز الرابع، بالاضافة لبلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 المقرر لها في كوت ديفوار.