حقق المنتخب الوطني المغربي انتصاره الأول على البرازيل تاريخيا، عقب التغلب عليه بهدفين لهدف، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية الملعب الكبير لطنجة، في إطار ودي، استعدادا للاستحقاقات المقبلة أقربها تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2024. وأبدعت الجماهير المغربية في مدرجات الملعب الكبير لطنجة، بعدما قامت قبل لحظات برفع "تيفو"، يحمل اسم "MORROCO"، احتفاء بالمنتخب الوطني المغربي بما قدمه في نهائيات كأس العالم قطر 2022، بوصوله إلى نصف النهائي وإنهائه المنافسة في المركز الرابع. وواصلت الجماهير المغربية إبداعاتها برفع "تيفو" آخر ثلاثي الأبعاد، يحمل صورة الأسد، لتبدأ بذلك الفرجة من المدرجات، قبل أرضية الملعب التي تعد بتقديم مباراة كبيرة بين رابع العالم "المغرب"، وراقصي السامبا الذين غادروا المونديال من ربع النهائي، بعد الانهزام أمام كرواتيا بالضربات الترجيحية. وعودة لأطوار المباراة، بسط المنتخب الوطني المغربي سيطرته على مجريات اللقاء طولا وعرضا، منذ صافرة الحكم التونسي صادق السالمي، سعيا منه لافتتاح التهديف مبكرا، ومن ثم الحفاظ على تقدمه، لتسيير اللقاء بالطريقة التي يريدها، في حين وجد المنتخب البرازيلي نفسه يعتمد على سرعة لاعبيه في الهجمات المرتدة، لعلها تهدي له هدفا ضد مجريات اللعب، في ظل الاندفاع المتواصل لأسود الأطلس. وكان المنتخب الوطني المغربي قريبا من افتتاح التهديف في أكثر من مناسبة، لولا تسرع لاعبيه في إنهاء الهجمات بعد الوصول إلى مربع العمليات، علما أن نصير مزراوي كاد أن يسجل أول هدف للأسود، لو لم تذهب تسديدته محادية لمرمى ويفيرتون بقليل، فيما استمر المنتخب البرازيلي في هجماته المرتدة، إلى أن تمكن من زيارة شباك ياسين بونو، إلا أن الحكم ألغى الهدف بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد "الفار"، بداعي وجود التسلل. وبعد العديد من المحاولات الفاشلة، تمكن المنتخب المغربي من افتتاح التهديف في الدقيقة 29 عن طريق اللاعب سفيان بوفال، ليكون بذلك أول لاعب مغربي يسجل في شباك راقصي السامبا على مر التاريخ، ليجد بذلك المنتخب البرازيلي المصنف الأول عالميا نفسه متأخرا في النتيجة أمام رابع العالم في المونديال الأخير. وبحث المنتخب البرازيلي عن التعادل بشتى الطرق الممكنة، إلا أنه اصطدم بدفاع مغربي متراص رفقة حارسه ياسين بونو، رغم بعض الهفوات التي سقط فيها، فيما واصل المنتخب المغربي سيطرته وأداءه الجيد بحثا عن الهدف الثاني، الذي كاد يسجله عن طريق حكيم زياش، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم أسود الأطلس بهدف نظيف على رفاق فينيسيوس جونيور. وبدأ راقصو السامبا الجولة الثانية ضاغطين منذ البداية، سعيا منهم لتعديل النتيجة، حيث كان رودريغو قريبا من تحقيق ذلك لمنتخب بلاده في الدقيقة 47، لولا التصدي الجيد للحارس ياسين بونو، لتتواصل بذلك المباراة بين المنتخبين، بحثا عن الهدف الثاني من قبل المنتخب الوطني المغربي، وعن التعادل من طرف البرازيل. وكاد المنتخب الوطني المغربي أن يسجل الهدف الثاني عن طريق اللاعب عز الدين أوناحي بتسديدة من خارج مربع العمليات، لولا التصدي الجيد للحارس ويفيرتون، فيما غاب عن المنتخب البرازيلي متمم العمليات خلال المحاولات التي أتيحت له، ليستمر بذلك الوضع على ماهو عليه، مع الحفاظ على نفس التشكيل من قبل راقصي السامبا، وبتغيير وحيد من قبل المغرب، بعدما قام الركراكي بإقحام يحيى عطية الله مكان أشرف حكيمي. واستطاع المنتخب البرازيلي تعديل النتيجة في الدقيقة 67 عن طريق اللاعب كاسيميرو، بعد خطأ فادح من الحارس ياسين بونو في التصدي للكرة، لتعود بذلك المباراة إلى نقطة البداية، ويبحث كل منتخب عن هدف الانتصار، للارتقاء في سبورة التصنيف العالمي بالنسبة للمغرب، وللحفاظ على صدارة الترتيب من قبل البرازيل. واستمر المنتخب الوطني المغربي في البحث عن الهدف الثاني، إلى أن تمكن من ذلك في الدقيقة 79 بفضل البديل عبد الحميد الصابيري، بتسديدة قوية من داخل مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس ويفيرتون للتصدي، ليجد المنتخب البرازيلي مرة أخرى نفسه متأخرا في النتيجة، ومجبرا على إدراك التعادل للخروج بأقل الأضرار، عوض الخسارة التي ستكون الأولى له أمام الأسود، بعد ثلاثة انتصارات متتالية، سنوات 1984 بالولايات المتحدةالأمريكية، و1997 بالبرازيل، و1998 بفرنسا. واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمة من هنا وهناك، من أجل تعديل النتيجة من قبل المنتخب البرازيلي، ولتسجيل الهدف الثالث من طرف المنتخب الوطني المغربي، دون تمكن أي منهما من تحقيق مبتغاه، لتنتهي المباراة بانتصار أسود الأطلس على راقصي السامبا بهدفين لهدف، ليحقق بذلك المغرب أول انتصار له على البرازيل على مر التاريخ.