يستفحل انتشار ظاهرة الأخبار الكاذبة والإشاعات، بشكل واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ما يدفع مراقبين إلى التساؤل حول خلفيات هذه الممارسات التي من شانها أن تثير حالة عدم الشعور بالأمن في أوساط المواطنين، وبالتالي يطرح دور السلطات المختصة والفعاليات المدنية في هذا الإطار. "جريمة قتل مروعة في غابة الرميلات"، بهذا العنوان صدرت مجموعة من صفحات التواصل على موقع "فيسبوك" العالمي"، منشورات مرفقة بصور قديمة، تتحدث عن تفاصيل حادث مريع عاشه منتزه "بيرديكاريس" (الرميلات) بمدينة طنجة، تبين فيما بعد عبر مصادر متعددة، أن الخبر لا أساس له من الصحة وأنه محض إشاعة. وبالرغم من تبين حقيقة هذا الخبر الزائف، إلا أنه انتشر في أوساط مستخدمي التواصل الاجتماعي، انتشار النار في الهشيم، خاصة مع عدم تكليف أصحاب الصفحات والمجموعات الناشرة له، انفسهم، عناء توضيح الحقيقة للمتتبعين والاعتذار عن هذا الخطأ الفادح. ويأتي تداول هذا الخبر الكاذب، في خضم سلسلة من المعلومات المماثلة، التي تم تبادلها خلال الشهور المقبلة، وشكلت غابة "الرميلات"، أحد مكوناتها، ما حذا بمتتبعين محليين، إلى الحديث عن "مؤامرة" تستهدف هذا المنتزه الطبيعي الذي يأوي إليه يوميا مئات سكان طنجة وزوارها. وفي هذا الإطار، لم يستبعد الفاعل الجمعوي والإعلامي، أحمد إفزارن، فرضية سوء النية في نشر الأخبار الكاذبة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وإن كان هناك نوعا من الجهل بقواعد وأخلاقيات النشر. وحذر إفزارن، في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، من أن "الإشاعات الكاذبة تشكل خطرا على الوطن والمواطنين، عندما تضرب في عمق الحياة الشخصية أو تعاملات تجارية أو مؤسسات أو غيرها..". ويقع منتزه "الرميلات" على مسافة 4 كيلومترات غرب مدينة طنجة، ممتدا على مساحة سبعين هكتارا، ويشكل منتزها طبيعيا يضم المئات من الأصناف النباتية الأصيلة أو الغريبة، كما يمنح للمتنزهين إطلالة مدهشة على مضيق جبل طارق، أو على المحيط لأطلسي.