ذكر جون لوك ميلنشون (Jean-luc Mélenchon)، المرشح اليساري لرئاسة فرنسا، في تدوينة له على صفحته الرسمية بتويتر، فضل مدينة طنجة في تحصينه ضد التعصب، التعصب الذي بدأ ينخر المجتمع الفرنسي مثل ارتفاع اصوات سياسية يمينية تطالب برحيل المهاجرين. وكتب ميلنشون الذي ازداد في طنجة 19 غشت 1951 في تدوينته قائلا " طنجة لقحتني بولادة ضد التعصب" في إشارة إلى أن ولادته في مدينة طنجة كان من بين نتائجها أن حصنته من حمل أفكار تعصبية، خاصة أن تحدث سابقا عن طنجة بكونها كانت مدينة دولية تجتمع فيها كل الاجناس وتتحدث فيها كل اللغات. وقد لاقت تدوينة ميلنشون تفاعلا كبيرا من طرف مسانديه، خاصة أن نسبة كبيرة من المهاجرين المقيمين في فرنسا، يرون فيه أفضل شخص يمكن أن يتولى رئاسة فرنسا بالنظر إلى افكاره المتسامحة. في نبذة عن حياته، فإن ولد بطنجة كما سبق الذكر، لأب فرنسي كان يعمل في مصلحة البريد وأم اسبانية كانت معلمة في مدرسة ابتدائية، وترعرع في طنجة إلى أن بلغ سن 11 سنة فرحل رفقة أسرته إلى شمال فرنسا سنة 1962 وبالضبط إلى النورماندي حيث أكمل دراسته هناك. وتخرج في الفلسفة وعمل مدرسا في بداياته ثم صحفي لفترة، قبل أن يدخل معترك السياسة بانضمامه إلى الحزب الاشتراكي سنة 1977، ثم أصبح في سنة 1986 ممثل مقاطعة إيسون في مجلس الشيوخ الفرنسي كأصغر عضو في هذا المجلس ولم يتوقف إلا ما بين سنتي 2000 و 2002 عندما أصبح وزيرا منتدبا للتكوين المهني. في سنة 2008 وبسبب اختلافات في الروئ ترك جون لوك الحزب الاشتراكي وأسس حزب اليسار وترأسه برفقة مرتين بيارد، وفي سنة 2012 دخل غمار المنافسة الانتخابية لرئاسة فرنسا ممثلا الجبهة اليسارية، غير أن صناديق الاقتراع أفرزت له مرتبة رابعة بعد فرنسوا هولاند ونيكولا ساركوزي ومارين لوبان. وإلى جانب تزعمه للحزب اليساري فإنه تقلد مناصب عديدة طيلة مسيرته في السياسة الفرنسية، مناصب حكومية وغير حكومية، كما أنه انتخب في سنة 2009 عضوا في البرلمان الأوروبي وحافظ على منصبه هذا في انتخابات البرلمان الأوروبي لسنة 2014.