شكل موضوع "الحماية الشرعية والقانونية للطفل"، محور ندوة علمية، نظمها المجلس العلمي المحلي بتنسيق مع المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بطنجة نهاية الأسبوع الماضي. وتمحورت الندوة التي أطرتها الأستاذة الجامعية الدكتورة وداد العيدوني، عضو مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، العيدوني حول حقوق الطفل بين النصوص الشرعية و المواثيق الدولية. وركزت الدكتورة العيدوني التي تتولى أيضا مهمة رئيسة خلية المرأة و الاسرة بالمجلس العلمي المحلي بطنجة، على اهتمام الشريعة الإسلامية بحقوق الطفل سواء قبل الولادة أو بعدها بل أن الشريعة الإسلامية وضعت آليات لذلك منها دائما واجب الاحترام وواجب الحماية وواجب النفقة. كما وضع الإسلام، حسب الدكتورة العيدوني، جزاء في حالة الإخلال بهذه الحقوق في الشريعة الإسلامية وربطته بما هو دنيوي و ما هو أخروي. وأبرزت المحاضرة، أن الشريعة الإسلامية السمحاء تهدف للارتقاء بالطفل و الإنسان نحو السمو الخلقي عن طريق التربية المرتكزة على العبادة كما أن حقوق الطفل في الإسلام قواعد شرعية آمرة. كما أكدت في مداخلتها ان حقوق الطفل تنشا معه منذ بداية خلقه في رحم أمه. مبرزة أنها حقوق لا يجوز التنازل عنها كما انها ممنوحة له دون ان يقابلها واجبات عليه . واستعرضت الدكتورة وداد العيدوني الحقوق الممنوحة للطفل قبل ولادته مثل حق الحياة والاعتراف بحق الملكية الخاصة له منذ كونه جنينا والحق في الاسم منذ مولده . كما تحدث الدكتورة وداد العيدوني عن حقوق الطفل بعد ولادته مثل حق الرضاع حق النفقة حق النسب حق الحضانة الحق في التربية و التعليم فضلا عن مجموعة من الحقوق المعنوية . وخلصت في مداخلتها الى ان معظم الحقوق الاساسية التي اقرتها المواثيق الدولية للطفل تتفق مع ما منحته الشريعة له مع التاكيد في نفس الوقت على سمو الشريعة وسبقها من حيث الزمن في سن التشريعات الخاصة بحقوق الطفل . وفي مداخلة ثانية خلال الندوة، ذكر الأستاذ عبد اللطيف حمدوش، عضو المجلس العلمي المحلي بطنجة، بأهمية حقوق الطفل في الشريعة الاسلامية و أنها أمانة عظيمة في رقبة الجميع و و ليس الوالدين فقط. وأبرز الأستاذ حمدوش، دعوة الإسلام إلى الاهتمام بالطفل و تربيته و توجيهه. لافتا إلى أن الحديث عن الطفل يعني الحديث عن المستقبل كما استعرض جملة من الحقوق منها العمل على تنقية فكر الطفل كما أنه على المجتمع حماية الطفل الديني و الصحي و الاجتماعي و التربوي و التعليمي كما ذكر بحق الطفل في الاسم الحسن . وختم المتدخل بالقول "بأننا في حاجة إلى أن نعمل كثيرا و ليس أن نقول كثيرا و أن لا نعمل في المناسبات و إنما العمل دائما."