أعلن المدير الجهوي للفلاحة بطنجة-تطوان-الحسيمة، محجوب لحرش، عن أن المدار السقوي المرتبط بسد دار خروفة، الواقع بإقليم العرائش، سيوجه بالأساس لزراعة الخضراوات والزراعات عالية القيمة المضافة. وأوضح السيد لحرش أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، خلال زيارته في أبريل الماضي لحوض اللوكوس خلال إطلاق السقي بالمدار السقوي دار خروفة، أعطى توجيهات لتخصيص هذا المدار أساسا لزراعة الخضروات وتوجيه الاستثمار الفلاحي والتكوين لاعتماد زراعات ذات قيمة عالية لتثمين مياه السقي وتحسين دخل الفلاحين وتموين الأسواق الوطنية. وأضاف المسؤول، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المدار يتيح فرصا مهمة للاستثمار في الأنشطة الفلاحية، سواء عبر استثمارات خاصة أو عن طريق الكراء أو شراكات أو التعاقد وإما عبر مشاريع التجميع. لتنزيل هاته التوجيهات وبصفة عامة من أجل التنمية الفلاحية للمحيط السقوي دار خروفة، أبرز المتحدث أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي اللوكوس شرع منذ انطلاق السقي في المدار في تنظيم حملات تحسيسية وتكوينية لفائدة الفلاحين، كما عمل على تنظيم جلسات عمل وزيارات ميدانية للمستثمرين لعرض فرص الاستثمار المتاحة، إلى إبرام اتفاقيتين خاصتين بمدار دار خروفة، الأولى مع المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لضمان تأطير مكثف للفلاحين، والثانية مع مجموعة القرض الفلاحي للمغرب لتسهيل التمويل البنكي للفلاحين وتشجيع الاستثمار. ونظرا للظروف المناخية الاستثنائية التي يعيشها المغرب حاليا والمتمثلة في تأخر التساقطات المطرية، شدد السيد لحرش على أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي اللوكوس عزز من حملاته التحسيسية في أوساط فلاحي المدار السقوي دار اخروفة، لحث المزارعين على تكثيف الإنتاج والاستثمار الفلاحي في الضيعات المسقية وتوجيه الاستثمار نحو الخضراوات بشكل خاص، للتمكن من مواصلة تموين الأسواق الوطنية. وذكر بأن أشغال التهيئة الهيدروفلاحية المرتبطة بسد دار خروفة تندرج في إطار المجهودات المبذولة من طرف الدولة للنهوض بالتنمية الفلاحية ، وكذا تطوير وتعزيز وتثمين الإنتاج الفلاحي بحوض اللوكوس كنشاط حيوي بالمنطقة، وذلك من خلال تعبئة الموارد المائية السطحية الجديدة، وتشجيع الزراعات المسقية. حيث يعتبر المدار من بين الأوراش الكبرى التي تندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر، والتي تعززت بمخطط الجيل الأخضر 2020-2030. في هذا السياق، سجل المدير الجهوي للفلاحة أن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للوكوس قام ببرمجة مشروع توسيع السقي بدائرة اللوكوس على مستوى دار خروفة على مساحة 21 ألف هكتار بتكلفة تقدر ب 2,8 مليار درهم، ستسقى بالري الموضعي انطلاقا من سد دار خروفة، موضحا أن هذا المشروع يهم حوالي 30 ألف فلاح مستفيد من عشر جماعات قروية بإقليم العرائش، 95 في المائة من بينهم يملكون استغلاليات فلاحية تقل عن 5 هكتارات، أي أنهم من صغار الفلاحين. وأشار إلى أن للمشروع ثلاث خصوصيات، تتمثل في استعمال طاقة الجاذبية بدل الطاقة الكهربائية لنقل المياه وتوزيعها واستعمالها، ومعالجة وتصفية المياه بصفة جماعية قبل توزيعها على مستعملي مياه السقي، وتعميم الري الموضعي على جميع الضيعات الفلاحية. بخصوص مكونات المشروع، أبرز أن المرحلة الحالية من المشروع تضم أولا المنشآت الرئيسية على المساحة الإجمالية للمدار (21 ألف هكتار) والتي دخلت حيز الخدمة، وتشمل منشآت التزويد مباشرة من سد دار اخروفة، والمنشأة الرئيسية للضغط والتصفية الأولية، والقناتين الرئيسيتين الشمالية والجنوبية، إلى جانب القنوات الفرعية، وثانيا تم الانتهاء من التجهيز الخارجي للقطاعات على مساحة 10 آلاف هكتار (الشطر الأول) والذي دخل الحيز الخدمة، ويضم محطات التصفية، وشبكات الري، والأنصبة والمآخذ الفلاحية، وشبكات المسالك الفلاحية، وشبكات تصريف المياه. كما تشمل ثالثا مكونات المشروع – وفق المتحدث ذاته – التجهيز الداخلي الجماعي بنظام الري بالتنقيط، حيث تم تجهيز 5.500 هكتار ، والأشغال متواصلة في هذا المجال، موضحا أن هاته المساحة هي محور تدخلات مجال الاستثمار الفلاحي. على صعيد الأنشطة التواصلية للنهوض بالتأطير الفلاحي، أشار المسؤول إلى أنه تم إطلاق حملة، بتعاون بين مختلف المؤسسات الشريكة في منظومة الفلاحة، ترتكز على ثلاثة محاور أساسية، تتعلق بتدبير السقي وعقلنته، وتسريع وتيرة التجهيز الداخلي للقطاعات المتبقية، والقيام بحملة تحسيسية عن قرب للفلاحين.