بعد غموض وسم موقف السلطات الإسبانية، بخصوص الأنباء التي تحدثت عن قرار تفويت مسرح "سيرفانتيس" بمدينة طنجة، إلى السلطات المغربية، خرج مسؤول في الجارة الشمالية لينفي هذه المعطيات ويؤكد أن لازال في ملكية اسبانيا ولم يتم التخلي عنه أو تفويته لصالح المغرب. وقال متحدث باسم الحكومة الاسبانية، جوابا على سؤال لبرلماني من الحزب الاشتراكي العمالي، أن الحكومة ردت بأن تفويت مسرح سيرفانتيس للمغرب لم يتم بعد، رغم أن هناك اتفاقية بين المغرب واسبانيا بهذا الشأن، غير أنه لا زال هناك تفاوض كبير بهذه المسألة، واسبانيا لم تتخلى عن سيرفانتيس لحد الساعة. وأوضح المتحدث الحكومي، أن اسبانيا أرسلت العام الماضي اقتراحا بتفويت مسرح سيرفانتيس للمغرب شرط أن يتم اصلاحه وجعله مركزا ثقافيا تسيره لجنة مغربية واسبانية من أجل دعم الانشطة الثقافية المغربية والاسبانية معا. غير أن من بين العراقيل التي وقفت في وجه هذه الاتفاقية، هو أن المغرب اشترط أن تكون اللجنة الاسبانية حاضرة للسهر على عملية الاصلاح والتجديد للمسرح فقط، وحال انتهاء الاشغال يصبح المسرح في يد هيئة مغربية تسيره لوحدها، وهو ما يرفضه الاسبان. ونظرا لعدم التوصل إلى اتفاق نهائي حول مستقبل مسرح سيرفانتيس والمصير الذي سينتهي إليه، فإن مسألة تفويت المسرح لصالح المغرب غير صحيحة، وبالتالي فإن هذه البناية التاريخية لازالت في ملكية اسبانيا. هذا وتجدر الاشارة إلى أن مسرح سيرفانتيس الذي بني في 1913م من طرف مهاجرين اسبان، كان يعد لسنوات طويلة أكبر مسرح في قارة افريقيا بقدرة على استيعاب 1400 شخص، وهو من البنايات الثقافية الشهيرة في طنجة التي مر على وجودها أزيد من قرن من الزمن. وقد تعرض المسرح للإهمال بعد سنوات من نهاية العهد الدولي لمدينة طنجة سنة 1958م، ليبقى عرضة للتساقط وانهيار بعض اجزائه، قبل أن ينادي العديد من المثقفين بطنجةواسبانيا في السنوات الاخيرة بضرورة احياء هذه المعلمة مجددا.