عادت مظاهر الفوضى الكبيرة لتفرض نفسها على كورنيش مدينة طنجة، مع قرب بداية الموسم الصيفي، بعدما أحكم مزاولو العديد من الأنشطة غير المهيكلة سيطرتهم مجددا على هذا الفضاء العمومي. ويعيش "كورنيش طنجة" الذي كلفت تهيئته ما يناهز 60 مليون درهم، انتشار مختلف الأنشطة التجارية غير المهيكلة، حيث ينتشر باعة متجولين على طول جنبات هذا الفضاء، مفترشين بضائع تتنوع ما بين العاب اطفال وملابس ومعدات للسباحة وغيرها. ويبدو لافتا عودة الكثير من البائعين، خاصة الذين يمتهنون تقديم أنواع من المأكولات، لتجهيزات عمومية من قبيل الكراسي وحاويات الازبال لممارسة انشطتهم، وهو ما يجعل هذا الفضاء العمومي، خاصة في أماسي نهاية الأسبوع، أقرب إلى "سوق شعبي". وبحسب مصادر مهنية، فإن هذه الانشطة العشوائية بقدر ما تسيء إلى فضاء الكورنيش الذي تطلبت تهيئته مبالغ باهظة، فإنها تشكل كذلك منافسة غير مشروعة للمشاريع التجارية المهيكلة، المطالب اربابها بتعريفات جبائية عديدة عرفت ارتفاعا لافتا خلال السنوات الأخيرة. وتوجه ذات المصادر، انتقادات حادة إلى جماعة طنجة التي لا تقوم بأي إجراءات لحماية مصالح مهنيي قطاع المقاهي والمطاعم، الذين يحرصون على تسوية وضعيتهم الجبائية باستمرار اتجاهها. مؤكدة على ضرورة القيام بإجراءات من شانها حماية المهنيين من المنافسة غير المشروعة من طرف الباعة الجائلين المحتلين للكورنيش الذي انفقت الجماعة من أجله الملايين الكثيرة. ومن بين المظاهر السلبية التي يعج بها كورنيش مدينة طنجة، مشاهد الخيول والأحصنة، وهي تجوب الفضاء ذهابا وإيابا، مخلفة وراءها كميات من الأوساخ والقاذورات التي تخدش جمالية هذه المعلمة السياحية. العاب القمار، هي ظاهرة أخرى تخدش جمالية كورنيش طنجة، حيث يقوم مجموعة من الشباب غالبية ينحدرون من خارج المدينة، بنصب طاولات مخصصة لهذا الغرض. بينما يستعين آخرون بوسائل أكثر بساطة مثل قنينات مملوءة بالرمل وكرة، من اجل تحقيق عائدات مادية، تعتمد أساسا على القمار.