نجحت السلطات المحلية بمدينة طنجة بداية الأسبوع الجاري، في تطهير كورنيش المدينة من مختلف الشوائب التي عاشها خلال الفترات السابقة، من خلال تحرير الملك العمومي المسيطر عليه من لدن بعض المهن العشوائية والألعاب التي تخدش الصورة الجمالية لأهم مرفق بمدينة طنجة الكبرى. وكشف مصدر من السلطات المحلية أن المنطقة عاشت حملات تطهيرية خلال الفترة الأخيرة أسفرت عن حجز عدد من العربات المخصصة لبيع الذرة وأخرى لبعض المواد المهربة، فضلا عن توقيف شبكة متخصصة في بيع الذرة المشوية المعروفة ب »الكبال » والتي تعود جميع عرابتها لنفس المزود الذي يستغل فضاءات متنوعة من المدينة لوضع بعض البائعين تحت ذريعة البحث عن مورد الرزق. وتدخلت بدورها، السلطات المحلية بالملحقة الإدارية الرابعة أخيرا في تحرير شارع باستور وشارع محمد الخامس بطنجة من الاحتلال الكبير الذي فرضه أصحاب المقاهي والمطاعم بالمنطقة، والذي حولَ الشوارع إلى مستوطنات تجارية تعرقل السير العادي وكذا الجولان بالسيارات ما يخدش جمالية المدينة ويشوه صورتها. ويأتي تدخل السلطات بعد توجيه مجموعة من الإنذارات للفئة التي تستغل الملك العام، من أجل الإبتعاد عن البيع في هذه المناطق المحظورة كالأرصفة والطرق العمومية، إلا أن بعضهم لم يستجب لتلك الإنذارات ليأتي بعد ذلك تدخل السلطات حماية لحق المواطنين في المرور الآمن، ومنع الفوضى والازدحام في المناطق التي شملتها الحملة، خاصة أنها كانت تعرف اكتظاظا متواصلا وعراقيل كبيرة في المرور. من جهتها، وضعت السلطات المحلية حد لاحتلال الملك العمومي في محيط سوق « كسبراطا »، حيث قامت بازالة تجهيزات ومعدات كان يوظفها باعة متجولون في ممارسة نشاطهم بشارع « الشريف السبتي »، حيث أسفرت الحملة التي باشرتها مصالح الملحقة الإدارية 15، عن إزالة مجموعة من « البراريك » والخيام العشوائية وأكوام من الصناديق الخشبية لباعة جائلين كانت تحتل هذا المحور الحضري الحيوي الذي ظل مغلقا في وجه حركة المرور لاسابيع طويلة. واستهدفت هذه الحملة، التي شاركت فيها عناصر السلطات المحلية والشرطة الإدارية مدعومة بعناصر من القوات المساعدة وأعوان السلطة المحلية، محتلي الملك العمومي باستعمال آليات لوجستيكية تابعة لمجلس مقاطعة السواني، حيث أفضى التحرك، إلى تطهير فضاءات الشارع، من كل مظاهر احتلال الملك العمومي، وهو ما استحسنه المواطنون القاطنون بهذه المنطقة، آملين أن تشمل الحملة مناطق أخرى، من أجل إعادة الاعتبار للفضاءات العمومية وممرات الراجلين، التي باتت محتلة من قبل المقاهي والباعة المتجولين، إلى جانب انتشار الروائح الكريهة والأزبال. وكانت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة، قد حذرت في وقت سابق من استمرار تدهور الوضعية المهنية لأصحاب المشاريع التجارية المهيكلة، بسبب المنافسة التي تشكلها ظاهرة الباعة المتجولين في مختلف شوارع وأحياء مدينة طنجة، منبهة إلى أن التساهل مع الظاهرة سيساهم في تفريخ حالات مشابهة لا تفارق مربع الفقر والهشاشة، معربة عن اهتمام المكتب المسير وقلقه من تنامي ظاهرة الباعة المتجولين التي باتت تكتسح جميع المدن والمراكز الحضرية بالجهة خصوصا وكافة أرجاء الوطن بشكل عام. واعتبرت الغرفة أن التساهل مع ظاهرة الباعة المتجولين لن يحل أي اشكالية اقتصادية أو اجتماعية، بل يساهم على المدى المتوسط والبعيد في تفريخ حالات مشابهة لا تفارق مربع الفقر والهشاشة، داعية إلى بناء اقتصاد سليم يمر بالضرورة عبر تنظيم و عقلنة جميع الأنشطة الاقتصادية والتجارية وجعلها في وضعية المساواة أمام الضرائب و غيرها من الالتزامات المهنية.