سلطت محاولة بائع متجول اضرام النار في جسده، اواخر الشهر الماضي بكورنيش طنجة، بعد مصادرة بضاعته من طرف السلطات المحلية، الضوء على الفوضى التي يعيش على ايقاعها هذا الفضاء العمومي الذي تطلبت تهيئته ملايين الدراهم في اطار البرامج التنموية التي انجزت بالمدينة. ويعيش "كورنيش طنجة" الذي كلفت تهيئته ما يناهز 60 مليون درهم، انتشار مختلف الانشطة التجارية غير الميكلة، حيث ينتشر باعة متجولين على طول جنبات هذا الفضاء، حيث يفترش مجموعة من الاشخاص بضائع تتنوع ما بين العاب اطفال وملابس ومعدات للسباحة وغيرها. ويبدو لافتا استغلال الكثير من هؤلاء الباعة، خاصة الذين يمتهنون تقديم انواع من المأكولات، لتجهيزات عمومية من قبيل الكراسي وحاويات الازبال لممارسة انشطتهم. وفي هذا الاطار، يقول عضو بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة، ان انتشار هذه الانشطة العشوائية بقدر ما تسيئ الى فضاء الكورنيش الذي تطلبت تهيئته مبالغ باهضة، فإنها تشكل كذلك منافسة غير مشروعة للمشاريع التجارية المهيكلة، المطالب اربابها بتعريفات جبائية عديدة عرفت ارتفاعا لافتا خلال السنتين الاخيرتين. ووجه المتحدث الذي طلب عدم ذكر صفته، انتقادا حادا الى جماعة طنجة التي لا تقوم باي اجراءات للدفاع عن مصالحهم رغم حرصهم على تسوية وضعيتهم الجبائية باستمرار اتجاهها. وتبعا لهذا العشو فإن الجماعة، التي سبق لها ان اقرت قرارا جبائيا جديدا، فإن عليها ان تقوم بشيء ما يحمي المهنيين من المنافسة غير المشروعة من طرف الباعة الجاىلين المحتلين للكورنيش الذي انفقت الجماعة من أجله الملايين الكثيرة. العاب القمار، هي ظاهرة أخرى تخدش جمالية كورنيش طنجة، حيث يقوم مجموعة من الشباب غالبية ينحدرون من خارج المدينة، بنصب طاولات مخصصة لهذا الغرض. بينما يستعين آخرون بوسائل أكثر بساطة مثل قنينات مملوءة بالرمل وكرة، من اجل تحقيق عائدات مادية، تعتمد اساسا على القمار.