بعد أن ظل تساقط الثلوج منحصرا في الجزء الشرقي من مناطق جهة طنجةتطوانالحسيمة، على مدى سنوات طويلة، اكتست العديد من المرتفعات الواقعة في ضواحي تطوانوطنجة، بياض الثلوج في مشهد لم يسبق أن تم تسجيله على مدى السنوات الأخيرة، وفق ما وثقه مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، اعتبروا أن الأمر يشكل "مشاهد نادرة وغير معتادة". وإذا كان التساقط القوي للأمطار الذي شهدته العديد من مناطق الجهة، خلال ليلة الأربعاء الخميس الأخيرة، يعتبر أمرا معتادا، فإن اكتساء مناطق شاسعة ببياض الثلج، أثار فضول واهتمام العديد من المستخدمين الذين نشروا صورا وفيديوهات توثق لمناظر من عدة قرى ودواوير ، لم يعتد سكانها هذه الظاهرة الطبيعية منذ وقت طويل من الزمن. وهكذا سجل نشطاء على موقع الفيسبوك، عودة تساقط الثلوج إلى الجبال المحيطة بمدينة تطوان، خاصة في منطقة بوعنان، حيث تحولت الجبال والتلال القريبة من هذه المنطقة إلى عبارة عن كثبان بيضاء أمام مرمى العين، نتيجة تساقطات ثلجية كثيفة ليلة الاربعاء الخميس. جبال قرى عديدة بضواحي مدينة طنجة شهدت بدورها تساقط هام للثلوج، في حين أن اقليمشفشاون كان هو أبرز حالة في هذه الجهة، حيث غطت الثلوج معظم الدواوير والقرى الجبلية التابعة لهذا الاقليم. وشهدت القرى التابعة لجماعة "أمتار" باقليمشفشاون هطول كميات كبيرة من الثلج حولت معظم هذه القرى إلى مساحات بيضاء، وهذا لم يحدث منذ سنوات طويلة، على غرار عدد من القرى والدواوير الاخرى التابعة لتطوانوطنجة. وقد تلقى سكان جهة طنجةتطوانالحسيمة تساقط الثلوج التي عرفتها المناطق الجبلية بفرح كبير، نظرا لما تحمله من مناظر خلابة، بالاضافة إلى الانعكاسات الايجابية التي ستحدثها هذه التساقطات على الموسم الفلاحي. هذا وتجدر الاشارة إلى أن جهة طنجةتطوانالحسيمة سجلت مقاييس تساقطات هامة عشية أمس الاربعاء، كما أن هذه الجهة تشهد هذه الايام موجة برد قارس. تساقط الثلوج في المناطق المذكورة، يجعل مستعملي المحاور الطرقية هناك، معنيين بالتحذير الذي عممته وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، حول ضرورة توخي الحذر خلال التنقل من الطرق التي من المحتمل أن تعرف اضطرابات في حركة السير أو انقطاعات بفعل الثلوج، وذلك على إثر النشرة الإنذارية الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية بخصوص تساقطات ثلجية كثيفة مرتقبة ابتداء من اليوم الخميس ودعت الوزارة، في بلاغ لها، مستعملي الطريق إلى تجنب التنقل ليلا في مثل هذه الأحوال الجوية، والاستعداد القبلي للسفر وذلك بمراقبة الحالة الميكانيكية للعربات (استعمال إطارات العجلات الخاصة بالثلوج، ضغط العجلات، الكوابح، الإضاءة، ماسحات الزجاج، مياه غسل الزجاج، التزود بالوقود الكافي، حالة المكيف). وأكدت في هذا الإطار، على ضرورة احترام السائقين لعلامات التشوير والحواجز الثلجية وكذا الامتثال لتعليمات السلطات المحلية وفرق الوزارة المتواجدة بصفة مستمرة على المحاور الطرقية المعنية قصد ضمان أمثل للسير والجولان، خاصة أثناء تنظيم حركة السير عبر القوافل، مع التحلي بالصبر خلال عمل فرق إزاحة الثلوج. ودعت الوزارة أيضا كافة السائقين إلى احترام مسافة الأمان بين المركبات وعدم الإفراط في السرعة وتجنب أي تجاوز ومناورة مفاجئة، مع ضرورة التزود بالمؤونة اللازمة والأغطية تحسبا لأي طارئ.