أضحت الثلوج و موجة البرد و الصقيع التي تجتاح لعديد من مناطق البلاد تهدد مصير ساكنة العديد من القرى و الدواوير بالمغرب العميق و المهمش . بالجوع العشرات من سكان القرى، في ضواحي مدينة ورزازات، في الجنوب الشرقي للبلاد. المعطيات و المراسلات الواردة على الجريدة من مراسليها و قرائها تؤكد أن الثلوج قطعت العديد من المحاور الطرقية بما فيها الرئيسية التي تربط بين مدينة ورزازات والقرى المنتشرة في جبال الأطلس مما تسبب في عزلة كاملة للسكان. ويعتمد السكان في هذه المناطق الجبلية الوعرة على التزود الأسبوعي من المدن بالحاجيات الضرورية للحياة. و يعيش سكان بعض القرى بجبال الأطلس أوضاعا صعبة للغاية بسبب موجة الصقيع، وتساقط الثلوج مما يزيد من تفاقم عزلة بعض المناطق، فيما تجد بعض الفئات نفسها في شبه عراء تام تحت درجة حرارة تصل إلى ما دون الصفر. باقليم الجوز و إثر تساقطات كثيفة للثلوج شهدتها جبال وسفوح الأطلس ،على غير العادة ، منذ يوم الأربعاء 29 يناير الماضي ،عانى نحو2500 من ساكنة دوار وانسكرا وأيضا دواوير أخرى مجاورة بجماعة أسني من عزلة تامة وحصار مطبق وانقطاع حركة المرور. وفي اتصال بالعلم أوضح بعض من ساكنة هذه المنطقة ،ممن حاصرتهم كمية الثلوج المتساقطة التي زاد سمكها عن المتر ،بالضفة الأخرى وبالضبط بإمليل من جهة مراكش، بأن معاناة ساكنة الدواوير المذكورة كانت كبيرة من مخلفات الثلوج وموجة البرد القاسية في ظل غياب المؤونة وحطب التدفئة وقنينات الغاز إضافة إلى مشاكل غياب وسائل النقل وانقطاع تغطية شبكة الهاتف .. . و شددت مصادر الجريدة على أن تدخلات الجهات المسئولة والمعنية بالمنطقة ،التي تم تكثيف الاتصال بها خلال هذه الأيام، لم تكن في مستوى تطلعات وانتظارات الساكنة حيث ظلت الدواوير معزولة عن باقي المنطقة تجتر معاناتها. ولم تسفر المجهودات المتواضعة للمديرية الإقليمية للتجهيز من فك هذا الحصار عن هذه الدواوير. وأكدوا أن حالة مفاجئة لآلام المخاض تعرضت لها امرأة حامل ،خلال يوم الخميس الماضي، فرضت على سكان دوار وانسكرا قطع مسالك وعرة وهم يحملون على أكتافهم خلال ست ساعات متواصلة ، ولم يبلغوا مركز إمليل ،الذي يبعد عن الدوار بحوالي 15 كيلومتر، إلا في حدود الساعة الواحدة زوالا قبل أن يتم نقل هذه السيدة الحامل بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي بتحناوت. وتشتكي ساكنة هذه المنطقة من ضعف التدخلات لرفع حصار الثلوج عنهم وبالتالي من غياب أي إجراءات لإخبارهم بقدوم التساقطات الثلجية الكبيرة بهدف اتخاذ ما باستطاعتهم من الاحتياطات الضرورية اللازمة لظروف طقس استثنائية قاسية . وأعلنت الحكومة قبل شهر أن حوالي نصف مليون مغربي يعيشون حالة من الحصار خلال فصل الشتاء الطويل، بسبب الثلوج والأمطار وصعوبة المسالك الطرقية في الجبال. وبحسب معلومات كشف عنها وزير الداخلية محمد حصاد، لأول مرة في البرلمان، في دجنبر الماضي، فإن حوالي 500 قرية تعيش حالة من العزلة شتاء، ويبقى الهاتف المحمول هو وسيلة التواصل الوحيدة الممكنة مع السكان