أكد المشاركون في ندوة نظمت اليوم الجمعة بطنجة على أهمية النجاعة الطاقية كرافعة مهمة للتنافسية اللوجستية والصناعية بجهة الشمال. وأشار المتدخلون خلال هذا اللقاء، المنظم في إطار الشراكة بين نادي الفاعلين الاقتصاديين المعتمدين بالمغرب ومعهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بطنجة، إلى أهمية التطرق لهذا الموضوع المتسم بالراهنية، الذي يهم اليوم أكثر من أي وقت مضى جميع قطاعات النشاط الاقتصادي ، وفي مقدمتها قطاعي الصناعة والنقل. وابرز المشاركون؛ الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية التي اعتمدها المغرب، والتي تروم اقتصاد استهلاك الطاقة بنحو 20 في المائة في أفق سنة 2030، من خلال ترشيد استعمال الطاقة في جميع ميادين النشاط الاقتصادي والاجتماعي. وأشادوا أيضا بهذا النوع من المبادرات الرامية إلى تحسيس الفاعلين الاقتصاديين بالجهة بضرورة ترشيد استخدام الطاقة واللجوء إلى الطاقات المتجددة التي تشكل مصدر طاقة لا ينضب وتتميز بكونها أنظف من الطاقات الأحفورية التي يتم استغلالها حاليا على مستوى العالم. في كلمة خلال افتتاح أشغال الندوة، أفاد رئيس نادي الفاعلين الاقتصاديين المعتمدين بالمغرب، المعتمد عباد أندلوسي، بأن هذه التظاهرة التي تقام تحت شعار "النجاعة الطاقية كرافعة كبرى للتنافسية اللوجستية والصناعية بجهة الشمال"، تعرف التئام خبراء وطنيين ودوليين اجتمعوا لتقاسم تجاربهم ومعارفهم حول هذا الموضوع الذي يكتسي راهنية كبيرة. وأشار إلى أن "جهة الشمال، التي أصبحت اليوم منصة صناعية ولوجستية كبرى بالمتوسط وإفريقيا، تعالج في الوقت الراهن حوالي 50 في المائة من حجم التجارة الخارجية للمغرب، بفضل استقرار أزيد من 1100 شركة بمناطق الأنشطة التابعة لمجموعة طنجة المتوسط، والتي تمثل قطاعات مختلفة كصناعة السيارات والطائرات واللوجستيك والنسيج والتجارة، بإنتاج موجه أساسا للتصدير نحو الأسواق الأوربية"، مسجلا أن النجاعة الطاقية تشكل رافعة كبرى للتنافسية من أجل خفض الانبعاثات الكربونية لصادرات المقاولات المستقرة بجهة طنجةتطوانالحسيمة . وأوضح المسؤول أن الندوة تروم الإجابة عن تساؤلات دقيقة من قبيل "أية رهانات تنظيمية متعلقة بخفض الكربون بقطاعي اللوجستيك والصناعة"، و "ما هي الآليات الوطنية والدولية الممكن تعبئتها من طرف فاعلي الصناعة واللوجستيك لتمويل مشاريعهم الخاصة بالنجاعة الطاقية"، و"كيف يمكن تأهيل الموارد البشرية للمقاولة لتكون في الموعد".
وتابع أن اللقاء يهدف أيضا إلى تحسيس وإطلاع مختلف الفاعلين الاقتصاديين بالجهة على أهمية النجاعة الطاقية وآثارها الإيجابية في تعزيز وتطوير التنافسية.
من جهتها، أبرزت مديرة معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، أسية عفيف، أن اللجوء إلى الطاقات المتجددة والنهوض بالنجاعة الطاقية يمثل أولوية في ظل السياق السوسيو اقتصادي والسياسي الحالي، مسجلة أن هذه الندوة تندرج في إطار مسلسل مشترك يروم تكريس التزام المعهد بالتنزيل الفعلي للسياسة الوطنية للنجاعة الطاقية على مستوى الجهة.
وتابعت أن المغرب اعتمد سنة 2009، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، استراتيجية طاقية ترتكز أساسا على الطاقات المتجددة وتطوير النجاعة الطاقية، وذلك في مختلف قطاعات النشاط المتمثلة في النقل والبناء والصناعة والإنارة العمومية والفلاحة والصيد البحري، مسجلة أن الندوة تشكل مناسبة للخبراء لتقاسم تجاربهم وخبراتهم في المجال وتقديم حلول بديلة، من أجل ضمان انتقال طاقي فعال على مستوى الجهة، ورفع التحديات المطروحة. بدوره، أكد رشيد لعشيري، ممثل مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، على أهمية النجاعة الطاقية في بلوغ الأهداف الرئيسية للاقتصاد الأخضر وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، مسجلا أن جهة الشمال التي تعرف انتعاشا اقتصاديا متميزا، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عازمة على رفع تحديات النجاعة الطاقية لتعزيز التنافسية الصناعية واللوجستية بالجهة. وأكد لعشيري أن مجلس الجهة يحرص على حسن تفعيل الاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية والبرامج الأخرى الرامية لتنمية الطاقات المتجددة بالجهة، مسجلا أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لمناقشة تحديات التنافسية الصناعية، لاسيما تنفيذ الاتفاقات الدولية الرامية إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة والميثاق الأخضر لأوروبا، وتقاسم التجارب الناجحة في مجال تنمية الطاقات المتجددة. وتضمن برنامج الندوة، التي احتضن أشغالها معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بطنجة، مداخلات لخبراء مغاربة وأجانب حول "تحديات المقاولات المغربية المصدرة في مواجهة ضريبة الكربون"، و"آليات تمويل الاقتصاد الأخضر من طرف البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية"، و"التدريب على القيادة الإيكولوجية، رافعة لتنافسية مقاولات اللوجستيك والنقل"، و"المهن الجديدة للنجاعة الطاقية بالمقاولات".