اتهم تجار فندق زلجو المطل على السوق الصغير وزنقة الصدر الأعظم، بالمدينة العتيقة للعرائش، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بخذلانهم وعدم الوفاء بعهودها التي قطعتها على نفسها. وقال تجار غاضبون تحدثوا لجريدة طنجة24 الإلكترونية، إنهم لا يزالون ينتظرون إستلام محلاتهم كما إتفق عليه في محضر رسمي، ولم يتم تنفيذه منذ سنة ونصف، مشيرين إلى أن الوزارة وعدتهم بتسليم محلاتهم في شهر ماي 2016، لكن لا شيئ من الأمل يبدو في الأفق، حسب تعبيرهم. وإعتبر التجار أن الوزارة التي تمثل المؤسسة الدينية، كان يفترض منها أن تكون حريصة على تطبيق التعاليم الإسلامية التي تحث على الوفاء بالعهود، وإرجاع الأمانة إلى أهلها. وقال أحد التجار إن المندوبية الإقليمية لنظارة الأوقاف، لم تراع ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية القاهرة التي يعيشونها حاليا، علما أن معظمهم يعيل أسر تضم الأصول والفروع، ويحتاجون للغذاء والكساء والدواء . وتسبب تأخير ترميم فندق زلجو وعدم تسليم محلات التجار لحدود الآن، إلى جعل المنطقة وكأنها منكوبة بسبب تراكم الأزبال. وأصبحت أيضا مكانا لتجمع المشردين والباعة المتجولين، فضلا عن تأثيرها بشكل فظيع جدا، على الرواج الإقتصادي بالسوق الصغير،ما أدى إلى ركود ملموس للتجارة في هذه المنطقة الحيوية . وقال تاجر آخر بغضب شديد، إن وزارة الأوقاف شردتهم دون أن يرف لها جفن. وروى لجريدتنا بأن بعض زملائه أصبحوا يعملون في المرسى يصطادون السمك، أو عمال نظافة بعد أن كانوا يمتلكون محلات لا تزال في أيدي الوزارة . ويشعر التجار بغضب كبير وحيف، وذلك بعد إستئناف عملية الترميم لكن ببطئ كبير للغاية، ولوحظ أيضا قلة عديد العمال، الذين عادوا للتو من توقف دام أسابيع بسبب عدم تمكينهم من مستحقاتهم المالية الأسبوعية. وحذر التجار في ذات السياق من أنهم سيسلكون طرقا عادة هي لليائسين بسبب تجاهل الوزارة وعدم جديتها. وطالبوا بتسليمهم محلاتهم علما أن الكثير منهم يكترون المحلات من الأوقاف منذ 70 سنة و 50 سنة،ودعوا إلى أن يشملهم ما شمل تجار وسكان كانوا يكترون من الأوقاف في تطوان وسلا وبيعت لهم المحلات نهائيا .
من جانب آخر استغرب التجار بشدة من تفويت مشروع ترميم فندق زلجو والذي له علاقة بالتراث الإسلامي المغربي، لمهندسة أجنبية تحمل جنسية بلجيكية، ولا تفقه في المعمار المغربي شيئا، وإتهمها التجار بتغيير معالم النوافذ التي كانت مُقوسة لتصبح مربعة بشِعة، وفق وصفهم واعتبر التجار أيضا، أن المهندسة الأجنبية ، تفتقد إلى ثقافة الديمقراطية التشاركية، حيث لا تستشير نهائيا مع تنسيقية التجار. موضحين على سبيل المثال لا الحصر، وضعها لأبواب خشبية بطريقة الأفلام، حيث تفتقد للجودة والجمالية، وبعد إحتجاج التجار قامت بتغييرها وإخفاء الفضيحة، بسبب سقوط المطر عليها وإنتفاخ الخشب. وتم بالفعل صباغة الأبواب بالصباغة المائية البيضاء إخفاء للركاكة. ورفض التجار أيضا وضع نوع من الزليج ذو مربعات صغيرة من النوع الرديئ . وسبق لمدير المركز الإقليمي لوزارة الثقافة أن راسل المسؤولين، بعد أن وقف على خروقات وتغييرات بشعة طالت بناية "زلجو". منبها في مراسلاته موجهة إلى العديد من المصالح من ضمنها عمالة إقليمالعرائش إلى خطورة تشويه المعالم التاريخية. الجدير بالذكر فإن العديد من المواطنين قد تظاهروا قبل أسابيع فقط قبالة المبنى، على خلفية الحاجز القصديري الذي تم وضعه حول المبنى لمدة سنة ونصف الآن . وإحتج المواطنون من تحويل المكان إلى بؤرة لتجميع الأزبال والقاذورات. وبسبب تنامي شكايات المواطنين طوال هذه المدة، وكذا بسبب العشوائية في تسيير شؤون الأوقاف، تم إعفاء ناظر الأوقاف، وحل محله الناظر الحالي، والذي لم يبدي بدوره أية جدية في تسريع أشغال الترميم وإرجاع التجار إلى محلاتهم، يقول نفس التجار.