في مثل هذا اليوم 2 يناير، من سنة 1492م، دخل الملكان الكثوليكيان فيرناندو وايزابيلا إلى غرناطة معلنين بصفة رسمية عن سقوط آخر معقل للمسلمين في الاندلس، ألا وهي مملكة غرناطة. وبهذا الدخول الرسمي لهذين الملكين الذي تم بعد اتفاقية تسليم غرناطة مع الملك أبو عبد الله في 25 نونبر من سنة 1491م، يكون عصر المسلمين وحضارة الاندلس قد انتهت بصفة نهائية بعد أن عمرت طويلا وصلت إلى 8 قرون. وقد انطلقت صباح اليوم بمدينة غرناطة احتفالات الاسبان بذكرى هذا السقوط بخروج العديد من الفرق الفلكلورية التي تجسد عملية دخول الملكين الكثولكيين إلى غرناطة واندحار المسلمين في اجواء احتفالية، ووسط معارضة فئة هامة من الاسبان الاندلسيين الذي يعتبرون هذه الاحتفالات، احتفالات "فاشية". وفي هذا اليوم يكون قد مر على سقوط غرناطة الاندلسية الاسلامية بصفة رسمية، 523سنة، أي أزيد من 6 قرون من زفرة هذه المدينة آخر زفراتها وهي تحت حضن الحكم الاسلامي العربي. ويسجل التاريخ بجانب تاريخ سقوط غرناطة، يسجل انتهاكا صارخا لمعاهدة غرناطة التي أقسم فرناندو وايزابيلا على تنفيذ بنودها، ومنها عدم المس بحرمة المسلمين وحقوقهم في العيش بحرية تامة، حيث تم بعد هذا السقوط بسنوات قليلة التضييق على مسلمي غرناطة واجبارهم على التنصر ومواجهة محاكم التفتيش.