تم مساء أمس الأربعاء ،بمناسبة افتتاح النسخة الحالية من فعاليات منتدى "ميدايز 2016 "، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس من طرف معهد أماديوس ،الإعلان عن منح جائزة التضامن لشعب جمهورية هايتي التي تسلمها رئيس الوزراء الهايتي السابق، السيد لوران لاموت. وقال رئيس مؤسسة "أماديوس"، ابراهيم الفاسي الفهري، في كلمة بالمناسبة، إن منح جائزة المنتدى للشعب الهايتي الشجاع يأتي تقديرا له على مواجهة العديد من الصعاب والكوارث المتعاقبة التي عرفتها الجمهورية في السنوات الأخيرة، على الخصوص الزلزال المزدوج الذي ضرب البلاد في يناير 2010، والذي اعتبر الأكثر دموية في تاريخها، وتسبب في أمراض وأوبئة خطيرة ، وتضررها من إعصار (ماثيو) الذي تسبب في مآسي كثيرة. واضاف أن هايتي تواصل، على الرغم من هذه الكوارث المتعاقبة التي عصفت بالبلاد ، سعيها الحثيث على درب التنمية المستدامة، مبرزا أن الجائزة الممنوحة لهايتي بمثابة عربون تقدير لهذا الشعب ،الذي واجه كل الصعاب ،ودليل على أن المغرب يضع في صلب اهتمامه هذه البلاد "التي عرفت تخلي المجتمع الدولي عنها في وقت من الأوقات". واعتبر أن منح جائزة التضامن للشعب الهايتي ،وتسليمها إلى شخصية سياسية بارزة ورجل دولة يعمل بلا هوادة على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيه ويضع معرفته وخبرته في خدمة أكثر الناس حاجة الى الدعم والمساعدة، بمثابة إشادة بصمود وشجاعة هذا الشعب ،ودعوة الى المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم والضروري للحكومة الهايتية لتحقيق الاقلاع المنشود والتنمية والنهضة. وتعليقا على التكريم الذي حظي به الشعب الهايتي ، أكد رئيس الوزراء الهايتي السابق أن هذه البادرة دليل على تضامن المغرب مع هايتي، مثمنا تضامن جلالة الملك الشخصي مع شعب هايتي في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد والاعصار والفيضانات التي خلفت مأساة إنسانية تضرر منها أكثر من مليون و400 ألف من شخص. واعتبر أن هذه الخطوة "أكثر من جائزة وذات دلالات عميقة وعربون احترام وتقدير وتفاهم مع شعب هايتي، الذي يبقى فخورا بتاريخه ومساهمته في إلغاء الظلم الكبير الذي لحق بالانسانية ، والمتمثل في العبودية". وأكد لاموت أن الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من أراضي المملكة المغربية ، موضحا أن القرار التاريخي الذي اتخذته هايتي لدعم الوحدة الترابية للمغرب كان واحدا من أفضل القرارات التي تم اتخاذها خلال ولايته في منصب رئاسة الحكومة بجمهورية هايتي. وقال في هذا الصدد إنه "فخور جدا بهذا القرار ، لأن المغرب يستحقه عن جدارة"، داعيا "جميع الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو هايتي" بهذا الشأن. وبسط لوران لاموت عددا من القواسم المشتركة بين المغرب وهايتي بالأساس حرص البلدين على دعم التعاون جنوب-جنوب الذي يعد نموذجا يضمن تحقيق التنمية المستدامة والتكامل بين دول الجنوب لإنجاز ما تصبو اليه من تقدم واستقرار وأمن وسلام. وعرف حفل افتتاح فعاليات الدورة التاسعة من منتدى ميدايز حضور شخصيات سياسية واقتصادية دولية وعربية ومغربية وازنة. وترمي دورة 2016 لمنتدى ميدايز، التي ستعرف مشاركة أزيد من ثلاثة آلاف مشارك و120 متدخلا من مستوى عال، من بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء، وأرباب كبريات المقاولات وخبراء وممثلو المجتمع المدني، إلى وضع مفهوم التنمية المشتركة المسؤولة في صلب الرهانات الافريقية، وستمكن من معالجة الصيغ الملموسة لإعادة تعريف العلاقات جنوب-شمال وتعزيز العلاقات جنوب-جنوب.