في مسعى لتكريس مفهوم جديد للعمل الإحساني، أطلقت جمعية العون والإغاثة بمدينة طنجة، حملة "مشروعي .. كرامتي"، التي ترمي إلى تمويل مشاريع مدرة للدخل لفائدة أسر اليتامى، وجعلها فاعلا أساسيا في المجتمع بعيدا عن دوامة التبعية والاحتياطية المستمرة. ويصل عدد المشاريع التي سيحظى أصحابها بالتمويل الضروري، حسب ما تم الإعلان عنه مساء أمس الاثنين خلال ندوة صحفية من طرف القائمين على الحملة، ما مجموعه 158 مشروعا مدرا للدخل، موزعة على ثلاثة مجالات، وهي برنامج "البيوت المنتجة" للمشاريع العائلية، وبرنامج "الأنامل المبدعة" للمشاريع التعاونية، ثم برنامج "مشروعي.. مستقبلي" للمشاريع الفردية للتشغيل الذاتي. وستعتمد جمعية العون والإغاثة، وهي إطار جمعوي حاصل على صفة المنفعة العامة، في توفير السيولة المالية لتمويل هذا العدد من المشاريع المدرة للدخل، من خلال تنظيم حفل عشاء خيري يعود ريعه لفائدة هذه البرامج الخيرية، بالإضافة إلى تسويق عمومي عبر وسائل الإعلام الداعمة لهذه الحملة الخيرية. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية العون والإغاثة، مصطفى بكور، إن إطلاق حملة "مشروعي .. كرامتي"، يأتي من أجل تفعيل الدور الإيجابي المنتج لأسرة اليتيم، بإطلاق مشاريع اقتصادية مدرة للدخل، يقوم أفراد من تلك الأسرة بتنفيذها، بعد توفر الدعم المناسب. وأوضح بكور، أن فكرة الحملة تنبع من الرؤية الشاملة التي تعتمدها جمعية العون والإغاثة، لتحقيق الكرامة لأسرة اليتيم في مجتمع متضامن ومتكافل. مضيفا أن من أهم الوسائل الفعالة لتحقيق تلك الكرامة جعل أسرة اليتيم أسرة منتجة، ومستقلة، عوض أن تبقى مستهلكة، سلبية وتابعة. وتوقع رئيس جمعية العون والإغاثة، أن تمكن الحملة من تحصيل مبلغ مالي قيمته 3.5 مليون درهم، وهي التكلفة المالية لتمويل المشاريع الاقتصادية المدرة للدخل. وسيمكن دعم المشاريع المذكورة، حسب بلاغٍ للجهة المنظمة، "من تطوير مصادر دخل الأسر المتخرّجة، وتحسين الظروف المعيشية للأسر المكفولة من قبل الجمعية، والرفع من مستوى دخلها، وصولا إلى تحقيق اكتفائها الذاتي واستقلالها المادّي". وحسب نفس المصدر، فإن هذه الحملة، تأتي "في سياق البرامج التنموية الرسمية، خصوصا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف إلى محاربة الفقر والتهميش والهشاشة، وكذا الحدّ من العنف والانحراف، ونشر ثقافة الأخوة والتعاون والسلم الاجتماعي". وتشكل جمعية العون والإغاثة، أحد مكونات النسيج الجمعوي الفاعل في الميدان الاجتماعي بمدينة طنجة، وهي عبارة عن جمعية تنموية وطنية ومستقلة تتعاون في تنفيذ برامجها ومشاريعها مع مختلف الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية، وفقا لمنصوص قانونها الأساسي. وتتخصص الجمعية في احتضان ورعاية الأسر الهشة وخاصة أسر الأيتام والأرامل . رعاية متكاملة ومندمجة تمتد من سد حاجياتها الأساسية إلى تنمية قدراتها ومؤهلاتها لتحقيق استقرارها النفسي والأسري والاجتماعي ، واستقلالها المادي واندماجها الإيجابي والمتميز.