حذر نشطاء يدافعون عن البيئة، من تدمير غابة لايبيكا، وإختفائها نهائيا في مدينة العرائش. ودق هؤلاء، ناقوس الخطر بسبب التداعيات السلبية الخطيرة التي سيعرفها مناخ المدينة في السنوات القليلة القادمة، إذا لم تتدخل أعلى السلطات لإيقاف الإختناق الذي قد يصيب المدينة بفقدانها لرئتها. وطالب معلقون تسريع تدابير حماية غابة لايبيكا، وتنزيل توصيات مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ COP22 وما تلاها، على أرض الواقع، خصوصا بعد قيام مجهولون في الأيام القليلة الماضية بقطع أعداد كبيرة من الأشجار. وتساءل النشطاء البيئيون، عن مصير مشروع إعادة تهيئة غابة لايبيكا الذي صادق عليه مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، خلال دورته العادية لشهر أكتوبر 2020، خلالها أعلن عن تخصيص 30 مليون درهم في إطار اتفاقية شراكة تتعلق بأشغال تهيئة المنتزهات الحضرية بإقليم العرائش. ورغم مرور أكثر من سنة، لا زالت الغابة في وضعية إهمال، بل تحولت مساحات كبيرة منها إلى مزبلة، فيما يقوم مجرمون بدون ضمير، بقطع أشجارها بوتيرة خطيرة أثارت إنتباه الساكنة المحلية، والكارثة أن بعض الأشخاص بنوا بها منازل قصديرية في إنتظار تحويلها لحي عشوائي. وتاريخيا، أنشأت غابة "لايبيكا" LA HÍPICA أو"بيبيرو"VIVERO . ، ضمن مشاريع أنجزتها الحماية الإسبانية لتلطيف جو العرائش المشبع بالرطوبة، ومكانا للترفيه والترويح عن النفس تابع للجيش الإسباني لتدريب عناصر جنود فرقة الخيالة. وبداخل الغابة أنشأوا مشتلا لتنبيت مجموعة من أنواع الأشجار الغابوية بما فيها شجر الصنوبر. و"البيبيرو"يعتبر من أولى المشاتل في تاريخ المغرب، وقد ذكره من بين ما رآه بالمدينة الأديب اللبناني أمين الريحاني، عند زيارته لشمال المغرب سنة 1938. وسبق لرئيس بلدية العرائش خلال رده على إنشغالات الجمعويين حول حماية الغابة من الإندثار، إعلان نيته بذل مجهود لإعادة الإعتبار للمكونات والموروث الحضاري والتاريخي والسياحي للعرائش.