دعا باحث فنلندي السلطات المغربية إلى إيقاف مشروع بناء ثكنة عسكرية والتي ستسبب في حالة تشييدها إلى إبادة غابة "لايبيكا" ،ونبه الباحث ويدعى "ماركو يونتونين"،أستاذ في جامعة "طامبيري" الواقعة جنوب العاصمة هلسنكي،السلطات المحلية، إلى الخطر الذي أصبح يتهدد هذه الغابة التي تضم أشجارا فريدة لا يوجد مثيل لها في شمال إفريقيا،معتبرا أن هذه الثروة لا تقدر بثمن، و أكد خلال مشاركته في وقفة إحتجاجية نظمتها التنسيقية المحلية للدفاع عن غابة "لايبيكا" بالعرائش، والتي تضم العديد من جمعيات المجتمع المدني،أن محو غابة "لايبيكا" من الوجود، سيعد خسارة فادحة لهذه المدينة الجميلة . وحكى الباحث الفنلندي عن علاقته الحميمة مع غابة "لايبيكا" بالعرائش قائلا:"لقد كانت أول زيارة لي للعرائش في أواخر التسعينيات،إذ إعتدت بعد ذلك على زيارتها كل سنتين". وأضاف: "كلما زرت المدينة إلا وأتوجه إلى غابة "لايبيكا"، لأنها تبهرني بجمالها وفيها أمارس هواية الجري مع أصدقائي". الباحث الفنلندي الذي شغفه جمال "لايبيكا" حبا،عبر عن ألمه الشديد بسبب نية بناء الثكنة ضدا على رغبة ساكنة المدينة، التي تطالب بجعل "لايبيكا" فضاء أخضرا. فمنها متنفسهم، وفيها يمارس شباب المدينة هواياتهم الرياضية. ونبه الباحث الفنلندي المسؤولين بالعرائش إلى أن تخطيط أي مدينة، لا يجب فقط أن يضم أسواقا وإدارات،و جدرانا إسمنتية، بل أيضا فضاءات خضراء،تكون بمثابة متنفس عمومي للساكنة يستفاد منها بالمجان.وتمنى على السلطات المغربية أن تأخذ بعين الاعتبار في مشاريعها، ضرورة الحفاظ على هذا الجمال الطبيعي الإستثنائي الذي حبا به الله مدينة العرائش . للإشارة، تبلغ مساحة غابة "لايبيكا" التي لا مثيل لها سوى في مدينة تطوان وتحمل نفس الاسم، حوالي 185 هكتار، تضم أشجارا من فصيلة الصنوبر و الكاليبتوس. وكانت تضم في عهد الحماية الاسباني فضاءات رياضية متكاملة طالها النسيان والإهمال بعد الاستقلال، إذ كانت تضم ملاعب لكرة المضرب،و ملاعب لكرة اليد والطائرة وملعبين لكرة القدم، ومسبحا، ومدارا لركوب الخيل والقفز على الحواجز،وحلبة لمصارعة الثيران،بالإضافة إلى مقاهي ومطاعم. ومنبتا للأزهار والأشجار.