عقدت لجنة المتابعة في التنسيقية المحلية للنهوض بالفضاءات الرياضية لغابة "لايبيكا" بالعرائش، و تضم أكثر من 40 جمعية وودادية ونقابة وناد، اجتماعا لتحديد الأشكال النضالية التي ستتخذها للضغط بغرض إيقاف مشروع بناء ثكنة عسكرية في غابة "لايبيكا". وكان المئات من ساكنة مدينة العرائش، معظمهم من الشباب، تظاهروا احتجاجا على مشروع بناء الثكنة باعتبارها سببا لإجتثاث أشجار "لايبيكا".. المتظاهرون رفعوا شعارات منددة بمثل هذه المشاريع الذي "لا يأخذ بعين الاعتبار المعايير البيئية و احتياجات الشباب العرائشي إلى فضاءات رياضية وترفيهية". وتعيش العرائش حالة من الغليان والغضب العارم منذ أكثر من شهر ونصف، بعد شروع جهات يقال أنها تابعة لإدارة الدفاع الوطني في عملية تسييج غابة "لايبيكا" شروعا في بناء المشروع العسكري الذي لم تتضح معالمه بعد.. وأصاب الذهول أيضا الرياضيين الذين اعتادوا القيام بأنشطتهم وسط الغابة.. حيث لم يعد مسموحا لهم الولوج إلى هذا الفضاء ودون سابق إشعار. محمد المعطاوي، أمين عام نادي رجاء العرائش لكرة القدم، أدان ما أسماه "التواطؤ المكشوف بين السلطة الإقليميةبالعرائش والعسكر".. كما استغرب إنجاز المشروع الذي يخالف تصميم التهيئة للمدينة والذي يحدد بموجبه فضاء غابة "لايبيكا" منتزها طبيعيا. عبد اللطيف الكرطي، نائب رئيس ودادية "المغرب الجديد"، فقد طالب المؤسسة العسكرية بالتزام الضوابط القانونية واحترام المعايير البيئية، وأضاف: "نحترم المؤسسة العسكرية لكن ذلك لن يكون على حساب رئة المدينة أو على حساب أطفالنا الذين نسعى إلى أن يستنشقوا هواء نقيا يأتي معظمه من غابة لايبيكا". أما الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أشرف الطريبق، فقد صرّح بعدم تتبع العسكر لأي مسطرة قانونية، ذات العلاقة بالتعمير، موردا بأن كافة المراحل التي يطلبها التشييد تشريعا لم تلتزم بها إدارة الدفاع الوطنيّ.. كما اقترح الطريبق على السلطات العسكرية "نقل المشروع إلى وعاء عقاري آخر، مع إمكانية مبادلة العقار المذكور بملك جماعي أو ملك خاص للدولة". تحالف اليسار الديمقراطي بالعرائش أصدر بيانا شديد اللهجة هاجم ضمنه من أسماهم "لوبيات الفساد العقاري الذين لا هم لهم سوى ارتكاب الجرائم في حق ماضي العرائش وحاضرها ومستقبل أجيالها"، ورفض التحالف، وهو الذي يضم كلا من أحزاب الطليعة الديمقراطي والمؤتمر الاتحادي واليسار الاشتراكي الموحد، "المقاربة الأمنية التي يتم اعتمادها لمحاصرة سكان العرائش" حسب صياغة البيان.. كما استغرب "مصادرة غابة لايبيكا لصالح مشروع يغيّب البعد التنموي الحقيقي للمدينة، و يجهز على ما تبقى من الفضاءات العمومية الشعبية التاريخية". وكان عامل إقليمالعرائش، الترغي المرابط، قد استقبل لجنة الحوار التابعة للتنسيقية بمقر العمالة.. وقدم مجموعة من الوعود التي قال عنها يوسف بنقاسم، عضو لجنة الحوار، إنه يخشى من "ألاّ تسفر عن أي نتيجة إيجابية"، وزاد: "لا نطالب بمعجزة بل فقط تطبيق ما تنص عليه التشريعات". ويخشى الكثير من الساكنة، في حالة ما إذا تقرر بناء الثكنة، أن تحذو باقي الجهات التي تملك بقعا محيطة ب "لايبيكا" حذو العسكر في التشييد.. للإشارة فإن مساحة غابة "لايبيكا"، التي لا مثيل لها سوى بتطوان وبفضاء يحمل نفس الاسم، تصل إلى حوالي 185 هكتار، وتضم أشجار الصنوبر و الأوكاليبتوس.. وقد كانت تضم في عهد الحماية الاسباني فضاءات رياضية متكاملة طالها النسيان والإهمال لاحقا..