لم تصمد البنية التحتية الحديثة في مجموعة من المحاور الطرقية بمدينة طنجة، أمام التساقطات التي سجلتها "عروس الشمال"، خلال فترة زوال اليوم الاثنين، حيث تحولت العديد من الشوارع والساحات الرئيسية إلى بحيرات كبيرة، نتج عنها ارتباك ملحوظ في حركة السير والجولان، على نحو يضع نجاعة الأوراش والإصلاحات التي خضعت لها البنية التحتية لشهور طويلة، موضع مساءلة. ووجد العديد من السائقين، أنفسهم عالقين في وسط شوارع المدينة، بعدما ارتفع منسوب المياه الناجمة عن هذه التساقطات إلى مستويات قياسية لم تستوعبها قنوات تصريف المياه التي تم إنجازها خلال الأشهر الماضية، في عدد من المحاور الرئيسية، على غرار ما حصل على مستوى نفق "بني مكادة" الواصل بين كل من شارع "الجيش الملكي" وشارع "مولاي اسماعيل". وتحول النفق المذكور، الذي لم يمضي على افتتاحه سوى شهور معدودة، أقرب إلى مجرى مائي منه إلى ممر طرقي للسيارات، بعدما امتلأ بمياه الأمطار التي تجاوزت على ما يبدو كميتها سعة قنوات التصريف المتوفرة، وهو ما ألق أضرارا ببعض السيارات التي كانت تهم بعبور هذا المحور الطرقي الحديث. ولم يختلف الوضع كثيرا على مستوى ساحة "الجامعة العربية"، المعروفة أكثر ب"رياض تطوان"، التي شهدت هي الأخرى ارتباكا مروريا، مما حول حركة السير والجولان إلى جحيم حقيقي بالنسبة لعدد كبير من المواطنين الذين كانوا بصدد استعمال هذا المحور الطرقي خلال المدة التي سجلت التساقطات المذكورة. وتعليقا على هذا الوضع الذي عاشته مدينة طنجة خلال الدقائق القليلة التي تزامنت مع هطول الأمطار، يرى الفاعل الجمعوي حسن الحداد، وهو مندوب رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بطنجة، أن ما حصل اليوم، يسائل نجاعة المخططات التي تم إنجازها من طرف السلطات المتدخلة في الأوراش التي تم إنجازها خلال الشهور الماضية. وحسب حسن الحداد في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، فإن سرعة التخطيط لمختلف الأوراش وإنجازها، لم تأخذ بعين الاعتبار مشكل الأودية في طنجة خاصة واد السواني واليهود و مغوغة قبل انطلاق أشغال نفق بني مكادة و قنطرة بن ديبان والجامعة العربية رغم إنجاز محطات بكل من بني مكادة والجامعة العربية. وبخصوص نفق "بني مكادة"، فقد تم إنجازه على علو منخفض، دون توفير آليات لاستيعاب المياه من جهة واد السواني وبني مكادة لأن البالوعات لم تعرف أي تغيير الاكتفاء بمجاري المياه الجانبية التي كانت موجودة سابقا قبل إنشاء النفق، تبعا لتصريح الفاعل الجمعوي. وتعرف مدينة طنجة، منذ نهاية الأسبوع الماضي، اضطرابا جويا، يتمثل في أمطار قوية، ينتظر أن تستمر على مدى أيام الأسبوع الجاري، حسب توقعات من طرف المديرية الوطنية للأرصاد الجوية. وبشكل عام، تتوقع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، بالنسبة ليوم غد الثلاثاء، أن تكون الأجواء باردة بكل من المناطق الشمالية والمرتفعات وداخل البلاد، مع نزول أمطار أو زخات مطرية ذات طابع عاصفي، ستكون أحيانا مهمة فوق السهول الشمالية للمحيط الأطلسي الممتدة شمال أكادير والريف والسايس وهضاب الفوسفاط وولماس ومرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط.