– المختار الخمليشي: بدأت أفراح وابتهاجات المواطنين بمشروع "طنجة الكبرى"، تتلاشى تدريجيا، لتحل محلها حالة من الاستياء العارم، جراء حالة الإرتباك المروري، التي يعرفها أكثر من محور طرقي حيوي في مختلف مناطق المدينة، رغم أن هذه الأشغال لازالت في بدايتها من أصل ثلاث سنوات، هي المدة الزمنية المحددة لانتهاء هذه الأشغال. وبالرغم من قناعة الجميع بان هذه الأوراش، ستغير الوجه الحالي لمدينة طنجة، لتجعل منها مدينة عصرية، إلا أن العديد من المواطنين لا يخفون تذمرهم من حالة الشلل الكلي التي تعرفها العديد من المحاور الرئيسية، خاصة خلال أوقات الذروة، نتيجة تحويل الاتجاه في عدد من الشوارع وإغلاق أخرى. طرق محفوفة بالإزدحام طابور طويل من السيارات الخاصة وسيارات الأجرة والحافلات، يبدأ من تقاطع طرقي يصل ثلاث شوارع، ويتجاوز ساحة المغرب، تتعالى أصوات منبهات العربات معلنة عن ضجر سائقيها من حالة الشلل التام التي يعرفها هذا المحور الطرقي، بسبب أشغال تهيئة قناة لتصريف مياه الأمطار عند بداية شارع فاس. في هذه النقطة المرورية الحيوية، يمكن ملاحظة حركة سير بطيئة وطوابير من السيارات التي تصم أصوات منبهاتها الآذان ومشاحنات لا تنتهي بين السائقين تتطور أحيانا إلى سيل من الكلمات النابية والعراك، فالصبر يتحول في بعض الحالات إلى عملة نادرة، بعد أن أصبح قطع المسافة بين منطقة بني مكادة ووسط المدينة، يتطلب أزيد من نصف ساعة. غير أن محيط ساحة المغرب، ليس المحور الطرقي الوحيد الذي طالته تأثيرات الأوراش، فعلى مستوى أكثر من نقطة مرورية، تصادف المارين، لوحات توضيحية، تشير إلى نوعية هذه الأشغال الجارية، التي في معظمها عبارة عن أشغال تهيئة قنوات تصريف مياه الأمطار، وهي أشغال تندرج في إطار البرنامج الهادف لحماية طنجة من الفيضانات، الذي يقوم على عملية جمع وتثبيت منشآت خاصة لجمع المياه على طول 32.7 كلم، بمحاور حوض وردة على مشارف طريق تطوان ، وحي فال فلوري وواد السواني وشارع سيدي محمد بن عبد الله ،والعوامة وواد ليهود. "الصبر هو الحل" "ينبغي التحلي بالصبر بالنظر إلى الإيجابيات الكبيرة التي ستأتي بها هذه الأوراش الجارية التي قطع إنجازها أشواطا مهمة"، هكذا تحدث عمدة مدينة طنجة، فؤاد العماري، في أكثر من مناسبة في تعليقاته على التأثيرات الجانبية التي لا بد منها لإنجاح أي مشروع طموح بحجم "طنجة الكبرى"، حسب تعبيره. ويفصح عمدة المدينة، عن معطيات توضح تطور الأشغال الملقاة على عاتق الجماعة الحضرية إلى نسب متقدمة، منها على سبيل المثال تقدم أشغال بناء الطريق المداري 9، الشطر الثاني، بنحو 90 في المائة، وإنجاز 4 ملتقيات طرق بمدينة طنجة، بنسبة مائة في المائة، فيما تراوحت نسبة تقدم أشغال تهيئة أزقة وشوارع القرب في المقاطعات الأربع، ما بين 55 في المائة و 80 في المائة. ويزيد العماري، مؤكدا أن "هناك تنسيقا دائما بين مجلس الجماعة الحضرية لطنجة ومختلف الفاعلين والمتدخلين في مشروع طنجة الكبرى من أجل إيجاد حلول لبعض المشاكل المرتبطة بالأشغال". ابتعد عن هذه المسالك الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، تضطر عشرات من العربات بشارع الجيش الملكي (طريق الرباط، إلى تحويل اتجاهها عبر المنافذ المؤدية إلى شارع مولاي رشيد (طريق المطار)، من أجل الوصول إلى وسط طنجة، وذلك بسبب إغلاق الطريق الرئيسية في وجه حركة السير، نتيجة أشغال إعادة تهيئة قنطرة بنديبان الرابطة بين جنوبالمدينة وشمالها. وينصح مصدر أمني مستعملي الطريق من السائقين، بتفادي المرور عبر مجموعة من المحاور، ويتعلق الأمر أساسا بساحة الجامعة العربية، بالنسبة للمتوجهين صوب الطريق الوطنية الرابطة بين طنجةوتطوان، حيث يتوجب عليهم سلوك الطريق الدائري (طنجة سانتر)، بالنظر إلى أشغال إنجاز ممرات ومواقف تحت أرضية. كما ينصح نفس المصدر، باستعمال شارع بئر انزارن مؤقتا (طريق فرعي عن شارع فاس)، من أجل الوصول إلى وسط المدينة، بالنظر إلى أشغال إنجاز الشطر الرابط بين واد السواني وواد فال فلوري من قناة تصريف مياه الأمطار، في إطار برنامج حماية طنجة من الفياضانات.