بلغت نسبة تقدم أشغال بناء المعهد المتعدد التخصصات في مهن اللوجستيك والصناعة بمنطقة الشرافات التابعة لإقليم الفحص أنجرة ( غير بعيد عن مدينة طنجة) ، الذي يستفيد من تمويل أمريكي عبر هيئة تحدي الألفية في إطار صندوق "شراكة"، إلى حوالي 34 في المائة. ويضم المشروع، وفق معطيات مقدمة خلال زيارة القائم بالأعمال بسفارة الولاياتالمتحدةالامريكية في المغرب ديفيد غرين والمديرة العامة للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل لبنى اطريشا وعدد من المسؤولين، بناء جناح إداري وورشات ومخازن وحظائر، وإنجاز مسار للمناورة والمحاكاة وتهيئات خارجية وطبيعية، بالإضافة إلى الإنارة الخارجية وأشغال الطرق والشبكات المختلفة والصرف الصحي. وسيوفر هذا المعهد، الذي سيتطلب بناؤه غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 110,7 مليون درهم، ضمنها مساهمة قدرها 96,1 مليون درهم لصندوق "شراكة"، 412 مقعدا بيداغوجيا في السنة، منها 276 مقعدا برسم التكوين المهني الأساسي (تقني وتقني متخصص) في عدة شعب، من بينها الهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، واللوجستيك، والكهرباء الصناعية، والجودة والسلامة والبيئة. وستمكن المقاعد البيداغوجية 136 المتبقية، المبرمجة في إطار التكوين التأهيلي، من تعزيز مهارات المتدربين في مهن صيانة الآلات الثقيلة والمركبات الصناعية، وتشغيل معدات الموانئ، والمناولة بالمحطات المينائية. وسيسمح هذا العرض التكويني المتطور من الاستجابة لحاجيات الفاعلين الاقتصاديين من الكفاءات المؤهلة، كما سيوفر للشباب المقيمين في المدينةالجديدة "شرافات " وفي المناطق المجاورة آفاق واعدة في التكوين والإدماج المهني. ويندرج مشروع إنشاء هذا المعهد في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية ذات الصلة بإحداث جيل جديد من مؤسسات التكوين المهني التي تشرك بشكل أكبر القطاع الخاص، كما يتقاطع هذا المشروع مع أهداف مخطط التسريع الصناعي ، فيما يخص إنشاء وتطوير منظومات صناعية فعالة. وشكلت هذه الزيارة مناسبة للاطلاع على تقدم أشغال إنشاء المعهد، والتي ناهزت نسبة تقدمها 34 في المائة، حيث انطلقت في دجنبر 2020 ومن المقرر إتمامها في شهر فبراير من سنة 2022. وأكد السيد ديفيد غرين، في تصريح صحافي بالمناسبة، أن هذا المعهد المتخصص في التكوين في القطاع الصناعي، والذي يقع في تراب إقليم الفحص أنجرة، يعتبر جزءا من استثمار بقيمة تصل 100 مليون دولار ضمن صندوق "شراكة" الممول من الحكومة الأمريكية عن طريق هيئة تحدي الألفية، مبرزا أن الغاية من المشروع هي المساهمة في دعم التكوين المهني من أجل تشغيل الشباب المغاربة. وأشار إلى أن هذا المشروع المهم، المنجز بتعاون مع القطاع العام المغربي، يقع بالقرب من ميناء طنجة المتوسط ومن المنطقة الصناعية "أوتوموتيف سيتي"، معربا عن الأمل في أن يساعد أبناء المنطقة على التكوين في قطاعات صناعية واعدة (الكهرباء، الموانئ، صيانة المحركات ...) ، وعلى إيجاد فرص العمل في المستقبل. من جانبها، اعتبرت السيدة لبنى اطريشا أن مشروع إنشاء المعهد المتعدد التخصصات في مهن اللوجستيك والصناعة الفحص-أنجرة واحد من بين 7 مشاريع ممولة في إطار صندوق "شراكة"، موضحة أنه صمم من أجل الاستجابة إلى الحاجات الحقيقية من الكفاءات لمواكبة تنمية المنطقة، لاسيما بمدينة الشرافات، وباقي المنصات الصناعية واللوجستيكية الوطنية. وسجلت بأن العرض التكويني بهذا المعهد سيتمحور حول 8 شعب تم تحديدها بتشاور مع المهنيين من أجل ضمان ملاءمة أفضل بين التكوين وسوق الشغل، مبرزة ان إدارة المعهد ستكون مشتركة بين القطاعين العام والخاص. ومشروع هذا المعهد، الذي يقوده مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ثمرة شراكة مع فاعلين من القطاع الخاص (الفيدرالية الوطنية للنقل المتعدد الوسائط والاتحاد العام لمقاولات المغرب لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة)، والقطاع العام، خاصة وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، ومجموعة العمران، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، والوكالة الخاصة طنجة المتوسط، والوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات. يذكر أن صندوق "شراكة"، المحدث في إطار برنامج التعاون "الميثاق الثاني" الذي خصص له غلاف مالي يناهز 450 مليون دولار من تمويل حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية ممثلة بهيئة تحدي الألفية، يروم أساسا الإسهام في تعزيز الاندماج المهني للشباب، والرفع من تنافسية المقاولات، واعتماد نماذج للحكامة متوافق بشأنها مع المهنيين. ويستفيد من صندوق "شراكة" 15 مشروعا باستثمارات إجمالية تصل إلى مليار و 26 مليون درهم، تهم إحداث 9 مؤسسات للتكوين المهني وتوسعة أو إعادة تأهيل و/أو تحويل 6 مؤسسات قائمة، وذلك في قطاعات الفلاحة والصناعة الغذائية، والسياحة، والصناعة، والصناعة التقليدية، والبناء والأشغال العمومية، والنقل والخدمات اللوجستية، والصحة. وتتواجد هذه المؤسسات، التي ستعمل على تكوين حوالي 12 ألفا و 670 متدربا سنويا، في ست جهات من المملكة المغربية، وهي الدارالبيضاء-سطات، وفاس-مكناس، وطنجة-تطوان-الحسيمة، وبني ملال-الخنيفرة، ودرعة-تافيلالت، وجهة الشرق.