في حادث مأساوي جديد ضمن مسلسل التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، اهتز حي "دار التونسي" بمقاطعة بني مكادة، مساء اليوم الاثنين، على واقعة جديدة من هذا النوع، حيث عثر مواطنون على رضيع متخلى عنه، داخل حقيبة سفر، تم التخلص منها في وسط حديقة عمومية بالمنطقة. وأثار مشهد الحقيبة المهملة بجانب لوحة إشهارية، قبل أن يتناهى إلى مسامعهم صوت بكاء رضيع ينبعث من داخلها، ما حذا بهم إلى الاتصال بالمصالح الأمنية، التي أوفدت محققين من المنطقة الثانية، إلى عين المكان لمعاينة الأمر، والقيام بالإجراءات الضرورية. ووصف شهود عين، مشهد الرضيع بأنه مؤثر، لا سيما عندما أطلق العنان لبكائه، نتيجة الجوع والبرد الذي كان يعاني منهما، إذ أن الشخص الذي عمد إلى التخلص منه على هذا النحو، لم يقم بإلباسه ما يقيه برودة الطقس التي تعيشها مدينة طنجة. وأظهرت المعاينة الأولية، أن الرضيع لم تمضي على ولادته سوى ساعات قليلة، قبل أن يتم التخلص منه بهذه الطريقة البشعة، التي أثارت استنكار المواطنين الذين حضروا الواقعة. ويحاول فاعلون جمعويون، تبرير استفحال ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في الشوارع بمحاذاة المساجد أو حاويات القمامة، بأسباب عدة، منها الفقر والأمية. وغالبا ما يربط الكثير من المهتمين بهذه الظاهرة، بوعود بالزواج يقدمها بعض الشباب للفتيات، ثم يتخلون عنهن، ما يجبر الأم العازبة على التخلي عن طفلها خوفاً من الأهل والمجتمع، لافتة إلى أن بعض العائلات قد لا تتردد في قتل بناتها. كما يسجل حالات بعض الفتيات يأتين إلى المدينة من خارج طنجة لإخفاء مسألة الحمل والولادة عن عائلاتهن. وعندما يرغبن في العودة، يتركن الأطفال ليبدأن الحياة من جديد.