يركز البرنامج الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار على البعد الاجتماعي من خلال تسليط الضوء على مجالات الصحة والتشغيل والتعليم. وتشكل الحماية من تقلبات الحياة، ونظام صحي يحفظ الكرامة، ومناصب شغل للجميع، ومدارس قائمة على المساواة، عناوين بارزة في البرنامج الانتخابي للحزب لإغراء الناخبين. وقد اختار الحزب شعار " حكومة اللي تحميك، تضمن كرامتك وتستجب لأولوياتك : الصحة والتعليم والتشغيل . تستاهل أحسن " للترويج لهذا البرنامج، وهو مستوحى من الليبرالية الاجتماعية المعتدلة ويشكل رسالة لما بعد كوفيد من أجل النجاح في الخروج من الأزمة وخلق فرص الشغل وبناء الدولة الاجتماعية. ومن أجل إرساء سياسة رئيسية للتقدم الاجتماعي، يرسم الحزب برنامجا شاملا يقدم ردا على الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية من خلال 25 إجراء. وفي هذا الصدد، قال رئيس الحزب عزيز أخنوش في اجتماع نظمته في وقت سابق من هذه السنة مؤسسة الفقيه التطواني "يتضمن برنامجنا مبادرات اجتماعية جد طموحة سنسهر على تجسيدها على أرض الواقع". ويقوم برنامج الحزب على ثلاثة مبادئ توجيهية، يتعلق أولها بمأسسة إعادة التوزيع الاجتماعي. وحسب ما جاء في البرنامج الانتخابي، فإنه لتحقيق هذه الغاية، سيتم السهر على تنفيذ الورش الملكي القاضي بتعميم الحماية الاجتماعية وتعزيز مسؤولية الدولة ودورها المركزي في الحد من الفقر والفوارق الاجتماعية. ويتمثل المبدأ الثاني في وضع الرأسمال البشري في صلب النموذج التنموي، ومن أجل ذلك يعتبر خلق فرص الشغل وتحسين العرض الصحي والتعليمي ضمن أولويات عمل الحزب. أما المبدأ الثالث، فيتعلق بجعل كرامة كل مواطن كمبدأ موجه للفعل العمومي. ولبلوغ هدا الهدف، يقول الحزب، سيتم العمل على محاربة الفوارق المجالية واللامساواة في معاملة المواطنين، من خلال توفير خدمات عمومية ذات جودة عالية وتقريبها ما أمكن من المواطنين. ولتجسيد الإجراءات المتعددة المتضمنة في التزاماته، يتعهد الحزب، في حال فوزه بالأغلبية البرلمانية المقبلة، بتمرير قانون ضد الإقصاء الاجتماعي خلال الأشهر الستة الموالية للاستحقاقات الانتخابية يشمل الإجراءات الكبرى لبرنامجه. ويعتبر إحداث "دخل الكرامة" لكبار السن، والضمان الاجتماعي لجميع العمال، وتوسيع نطاق التأمين الصحي للجميع، وخاصة غير النشطين، وتقديم دعم مدى الحياة للأشخاص في وضعية إعاقة، ودفع التعويضات العائلية عن كل طفل، من ضمن الوعود التي تضمنتها أولويات الحزب . كما يتعلق الأمر بمضاعفة ميزانية الصحة العمومية على مدى السنوات الخمس المقبلة، مما يجعل طبيب الأسرة المدخل إلى مسار العلاجات، وضمان فحوصات مجانية لمراقبة الحمل والمواليد والثالث المؤدى، والرعاية والأدوية، وإحداث صندوق زكاة المال وتخصيص نصف مداخيله لتمويل القطاع الصحي وخاصة الأمراض المزمنة. وفي ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، يعد حزب التجمع الوطني للأحرار بتحرير النشاط الاقتصادي للمرأة، ورد الاعتبار لمهنة التدريس، وتقوية المهارات الأساسية منذ المرحلة الابتدائية، وتعميم المدارس الجماعاتية والنقل والمطعم المدرسيين، والتعليم الأولي لكافة الأطفال في سن الرابعة، وتجديد البنيات التحتية الجامعية، والارتقاء بالتكوين المهني، وتيسير الولوج للمنح والقروض الطلابية. ويؤكد الحزب، في المحور الاجتماعي أيضا، رغبته في إحداث "دار الأسرة" ، باعتباره "شباك وحيد" لمواكبة الأسر في حمايتها الاجتماعية، وصندوق لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية و"جواز الشباب" لتسهيل الاندماج والتنقل، بالإضافة إلى تعزيز مراقبة جودة الخدمات العمومية، وعلى وجه الخصوص التعليم والصحة وتسريع الانتقال الرقمي لخدمة المواطنين.