لا شك أن أي علاقة في الحياة سواءً كانت علاقة صداقة أو حب ،تتبعها تضحيات من أحد طرفي العلاقة أو من كليهما، ومن تلك العلاقات الزواج فالاستقرار في حياة أسرية متماسكة يُجبر الزوجين على التخلي عن بعض عاداتهما واهتماماتهما في سبيل الحفاظ على تلك الحياة الجديدة. يطرح الحديث عن التضحيات العديد من التساؤلات بشأن المرأة ،حول هل تتخلى بعض الفتيات أحلامهن وبالأخص عندما يتعلق الأمر بالعمل والتقدم المهني في مقابل الزواج؟ وإلى أي مدى يُمكن أن تضحي المرأة لاستمرار العلاقة ونجاحها؟ وما الأشياء التي من المُمكن أن تتنازل عنها المرأة، وتلك التي يجب ألا تضحي بها مطلقاً؟ هل تتخلى الفتيات عن أحلامهن بعد الزواج؟ أجرت إحدى الشركات المنتجة لمستحضرات التجميل النسائية العالمية دراسة على نحو 30 ألف سيدة حديثة الزواج ،وأثبتت الدراسة أن نحو 61% منهن تخلين عن أحلامهن ،وفقدن الثقة بقدرتهن على تحقيقها واكتفين بأحلامهن الجديدة المتمثلة في الاستقرار الأسري وإرضاء أزواجهن وتأمين مستقبل جيد لأطفالهن وتحدثت الدراسة عن الأسباب وراء ذلك الشعور لدى النساء، إذ رجع بعضها إلى انشغال المرأة بالمسؤوليات الجديدة الملقاة على عاتقها ولم تكن معتادة عليها قبل ذلك ،إضافةً إلى الرغبة والانشغال بإنجاب الأطفال وصحتها خلال فترة الحمل وتربية الأطفال. يرى البعض أن التضحية ببعض الأمور هو استسلام من الفتاة، ويرى آخرون عكس ذلك تماماً ،أن التضحية شيء صحيح ينبغي فعله لنجاح العلاقة لكن الحقيقة أن الاعتقادين صحيحين، فالتضحية جيدة أحياناً وواجبة ،وأحياناً تكون سيئة واستسلاماً، بحسب ما أثبتته دراسة لفريق من الباحثين في كاليفورنيا. وهناك أسباب تدفع الأشخاص للتخلي عن بعض رغباتهم ،كأن يكون هناك رغبة لدى المرأة لتطوير علاقتها مع شريك حياتها ،فمثلاً يمكن أن تتخلى عن قضاء وقت مع الأصدقاء في سبيل قضاء وقت أطول مع شريك حياتها لتوطيد علاقتهما وجعلها أكثر قوة. هناك أيضاً دوافع انطوائية ،مثل أن تتجنب الفتاة غضب شريك حياتها بأن تتنازل عن قضاء وقع مع رفيقاتها وتعطي وقتها لشريك حياتها حتى لا يغضب منها، وهذا النوع من الدوافع لا يساعد في بناء علاقات قوية ،فقد يستغل الطرف الآخر هذا الأمر في الحصول على كل ما يريد بهذا الأسلوب، ويكون وسيلة تهديدية فيما بعد. لا تُضحي بهذا..! من المهم الانتباه جيداً إلى الأمور التي تُضحين بها في مقابل إقامة حياة أسرية ،فبعض الأشياء قد تأثر سلباً على حياتك إن تنازلتِ عنها كسعادتك مثلاً ،فإذا وجدتي أن شريك حياتك لا يجلب لكِ السعادة، بل يجعلك تشعرين بالحزن والقلق والغضب فتكون العلاقة بينكما غير مبشرة بالخير.إذ إن السعادة والسلام الداخلي أمران مهمان يجب أن تشعري بهما حتى تستطيعي التغلب على مصاعب الحياة بعد الزواج، بالتأكيد ستقابلكما مشاكل في حياتكما، وإن كان السلام الداخلي موجوداً فسيكون تجاوز تلك المشاكل أسهل كثيراً. من المهم أيضاً ألا تجعلي زوجك المستقبلي محور حياتك ،حافظي على دائرة المقربين منك، واهتمي بأن تحظي ببعض الوقت معهم، حتى لا تجدي نفسك وحيدة بعد الزواج، فزوجك بالتأكيد لن يجلس معكِ 24 ساعة يومياً ،فكما أن زوجك سيملك حياته الخاصة ،لا تتخلي أنتِ أيضاً عن حياتك الخاصة، فهذا أمر صحي لكليكما. الاحترام عُنصر هام في أي علاقة، فمن الضروري أن تتأكدي من أن شريك حياتك يحترم رغباتك ومشاعرك وقراراتك بالقدر الكافي الذي سيجعل علاقتكما تدوم، إذ إنه من الطبيعي أن يكون لكلٍّ منكما أحلامه الخاصة ومعتقداته. الزواج أم العمل؟ نسمع أحيانا عن قصة اشتراط رجل على فتاة تقدم لخطبتها أن تترك العمل لإتمام الزواج، أو على النقيض يقبل شباب آخرون على الزواج بفتاة عاملة لتتحمل معه المسؤولية ونفقاتهم. وسواء وافقت الفتاة على أحد الجانبين أو رفضت فهذا أمر يعود لها، فعليها أن تقرر بنفسها ما تريده دون أي أملاءات أو تأثيرات خارجية. إذ إن الحياة المهنية هي أحد الأحلام المهمة لدى كثير من الفتيات، لذا قدّري حسب رغبتك أنتِ ما تريدين بحق أن تختاري ،لكن مهم إن اخترتِ أن تمارسي عملك بعد الزواج ألا يأتي هذا على صحتك وعلاقتك بشريك حياتك واستقرار أسرتك. أما إن اخترتِ أن تتركي عملك فيجيب أن يكون بمحض إرادتك وليس بضغوط خارجية أو إرضاءً لشريك حياتك، لأن هذا الأمر قد يؤثر على استقرار حياتك الأسرية بعد ذلك، وهذا من الأمور الواجب عدم التضحية بها إلا من داخلك.