كل علاقة زوجية تمر بالعديد من المراحل، والزوجة التي تتمنى أن تستمر حياتها الزوجية حتى نهاية العمر لا بد أن تتمتع بدرجة كبيرة من الوعي والإدراك لطبيعة كل مرحلة من هذه المراحل والسمات التي تميزها. الزوجة هي القلب الذي تنبض من خلاله العلاقة الزوجية وهي الرئة التي تتنفس بواسطتها هذه العلاقة وبالتالي لا بد أن تحرص الزوجة على أن تتفهم بشكل حقيقي المراحل المختلفة التي تمر على جسد العلاقة الزوجية لكي تستطيع أن تعبر بهذا الجسد إلى بر الأمان. ومراحل الحياة الزوجية تختلف بطبيعة الحال من علاقة زوجية إلى أخرى بسبب اعتبارات عديدة، بعضها يرجع إلى سمات شخصية كل من الزوج والزوجة، والبعض الآخر يرتبط بالأجواء التي تحيط بزواجهما وتغيراتها، ومدى التحديات التي يواجهها الزوجان في مشوار حياتهما. إلا أن هناك صفات ومحددات عامة تبقى معبرة إلى حد كبير عن المراحل التي تمر بها الحياة الزوجية، ونحاول فيما يلي إلقاء بعض الضوء على هذه المراحل المختلفة للعلاقة الزوجية لتستفيد الزوجة من فهمها في التخطيط الجيد المسبق لكل مرحلة: المرحلة الأولى: السنوات الوردية الحالمة، وهي تمتد من بداية الزواج وحتى سنتين أو ثلاث. وفيها يرى كل من الزوجين في شريكه أنه فتى أو فتاة أحلامه، فيشعر برضا وارتياح لاختياره وتوفيقه مع شريك حياته. المرحلة الثانية: وهي تبدأ بعد سنتين أو ثلاث، وتمتد حتى سبع سنوات بعد الزواج. وهي مرحلة اختلاف وجهات النظر. ويعتبرها الباحثون مرحلة مهمة إذ تكثر فيها - بناء على نتائج الإحصائيات - حالات الانفصال أو الطلاق. ويفسر العلماء هذه النتائج بأنه بانتهاء الفترة الحالمة يبدأ الزوجان في مواجهة الواقع، وملاحظة الاختلافات الصغيرة أو الكبيرة في شخصية كل منهما، وعادة ما يتوافق ذلك زمنيا مع ازدياد الأعباء عند قدوم الطفل الأول. المرحلة الثالثة: وهي تبدأ من سبع إلى اثنتي عشرة سنة بعد الزواج، وتزداد فيها حدة المناقشات أو الاختلافات في محاولة كل طرف من الطرفين أن يسود رأيه ويثبت شخصيته. وإذا ترك الزوجان نفسيهما فريسة للغضب والمشاحنات والخلافات بدون معالجة، ازدادت حدة هذه الخلافات، وتضخمت رؤية كل منهما لعيوب الآخر دون مميزاته. المرحلة الرابعة: وهي من 12 حتى 15 سنة زواج، ويسود فيها نوع كبير من الألفة والهدوء وتحكيم العقل قبل اتخاذ أي قرار وذلك حفاظاً على هدوء بنيان الأسرة وتماسكه. وهي أيضاً مرحلة ينشغل فيها كلا الزوجين في أمور بناء مستقبله وبناء مستقبل الأسرة، فلا يهتم بالتدخل في كل كبيرة وصغيرة من خصوصيات شريكه. المرحلة الخامسة: من 15 حتى 17 سنة زواج، وقد يبدأ في هذه المرحلة ظهور مشكلات من نوع آخر بسبب وصول الزوجين لمرحلة عمرية تختلف في خصائصها عن المرحلة الماضية، بالإضافة إلى نمو الأبناء ووصولهم إلى مرحلة المراهقة بما تحمله من تغيرات في شخصيتهم، وملامحهم، ومزاجهم، وعلى الزوجين أن يتفقا على أسلوب ثابت في توجيه الأبناء وحفظ الهدوء والتماسك للأسرة كلها. المرحلة السادسة: وهي من 17 حتى 23 سنة زواج. وتسمى بمرحلة "العودة"، وفيها يشعر الزوجان برغبة في العودة للحياة الهادئة والاستقرار بعد كثرة الانشغال بضغوط العمل، والانشغال بالأبناء وبمستقبلهم وبزواجهم. فيتوجه تفكير الزوجين إلى الرغبة في العيش معًا في هدوء بعيدًا عن أي مشكلات. المرحلة السابعة: وقد سماها الباحثون مرحلة "السلام" وهي تبدأ بعد 23 سنة من الزواج. وفي هذه المرحلة يصبح كل من الزوجين محتاجًا أشد الاحتياج إلى شريكه وإلى رفقته معه دائمًا، فيصبح مهتمًّا بصورة أكبر بصحته وبسعادته، وبأموره كلها، وبخاصة بعد زواج الأبناء، وانتهاء جزء كبير من المسئوليات، ووجود فراغ كبير في الوقت. والحقيقة أنه ليس من المفروض أن يمر كل زوجين بهذه المراحل كلها، وفي نفس الفترة الزمنية، ولكن الملاحظ أن وجود المشكلات التي تبدأ صغيرة بعد الزواج دون حل أو علاج، يجعلها تتضخم ويصبح استمرار الحياة الزوجية هادئة، أمرًا صعبًا، أما علاج كل مشكلة من بدايتها بحب وغفران ومصارحة فيهون الكثير من الصعوبات والمشكلات في الحياة، ويفتح الباب دائمًا للسعادة الزوجية.