يبدو أن سمير عبد المولى، الشاب الثري الذي دخل إلى معترك السياسة بدون سابق انذار، عمل بنصيحة عبد الاله بنكيران عندما قال له ذات لقاء في طنجة أن "مكانك الأصلي هو في حزب العدالة والتنمية وليس في حزب الأصالة والمعاصرة"، فها هو سمير عبد المولى اليوم يصبح برلمانيا بجبة "البيجيدي" بعد تصدر حزب العدالة والتنمية نتائج انتخابات 7 أكتوبر التشريعية بعمالة طنجةأصيلة. سمير عبد المولى المزداد بمدينة الدارالبيضاء سنة 1974، لأب ناجح في عالم "البزنيس" هو عبد العالي عبد المولى، عرفت مسيرته في عالم السياسة الكثير من المحطات المثيرة للاهتمام رغم قصر هذه المسيرة التي بدأت بشكل رسمي وعلني سنة 2009، أي عندما اعتلى منصب عمدة طنجة تحت لواء حزب "التراكتور" في تحالفات وصفت ب"المطبوخة". منذ لحظة إعلانه عمدة لطنجة، بدأت التساؤلات الكثيرة عن شخصية هذا الشاب، ليكتشف الجميع ومعهم الطنجاويون المعنييون به أكثر من غيرهم، أنه المدير العام لشركة "كوماريت" المتخصصة في النقل البحري بين طنجة وجنوب اسبانيا، وأنه أحد ملاك إذاعة "كاب راديو"، وصاحب الصورة الشهيرة مع هيفاء وهبي في حفل افتتاح الإذاعة على ظهر أحد بواخره بشاطئ طنجة سنة 2007. لم يعمر سمير عبد المولى طويلا في منصب عمدة طنجة، إذ بعد سنة قدم استقالته من هذا المنصب، لأسباب لم تتضح إلى اليوم، حيث تتضارب الروايات، واحدة تقول أنه أجبر على الاستقالة بسبب اقترابه من ملفات حساسة مثل ملف "أمانديس"، والاخرى تقول أنه استقال لعدم قدرته على التعامل مع المنصب الجديد حيث كثر غيابه عن دورات المجلس فارتفعت الشكايات ضده. لكن ما يمكن استنتاجه من الاستقالة المفاجئة لسمير عبد المولى من منصب عمدة طنجة في 2010، هو أنها استقالة لم تكن من تلقاء نفسه بل أجبر عليها، والأدهى من ذلك أن الإجبار كان من "أصدقائه" في الحزب، وإلا ما كان غير الوجهة نحو حزب العدالة والتنمية أحد أكبر "خصوم" حزب الأصالة والمعاصرة في الساحة السياسية المغربية. منذ الإستقالة أو الإقالة، بدأ سمير عبد المولى يختفي رويدا رويدا عن المشهد السياسي، حتى أصبح نسيا منسيا ولا يذكر إلا لماما، قبل أن يظهر مؤخرا كوصيف لوكيل لائحة حزب العدالة والتنمية محمد نجيب بوليف في دائرة عمالة طنجةأصيلة. النتائج النهائية لإنتخابات يوم الجمعة الأخير بعمالة طنجةأصيلة، أفرزت تقدما كبيرا للائحة حزب العدالة والتنمية بهذه الدائرة الانتخابية، وهو التقدم الذي منح ثلاثة مقاعد برلمانية لحزب "البيجيدي"، الأول لنجيب بوليف والثاني لسمير عبد المولي والثالث لمحمد خيي، ليكون سمير عبد المولى بهذه النتيجة قد حقق بعد اختفاء طويل مقعدا في البرلمان، وهذه المرة على ضوء "قنديل" وليس على متن "جرار".