صدمة كبيرة تلك التي تعيشها ساكنة مدينة العرائش، والمجتمع المدني على وجه الخصوص، بعد ورود أنباء غير مؤكدة عن عزم مؤسسة بنكية شهيرة، هدم بناية موريسكية ذات معمار كولونيالي، عمرها مائة سنة تقريبا،وتحويلها لمقر إجتماعي لها . وأعرب مئات النشطاء والفايسبوكيون، عن غضبهم الكبير بسبب توالي الضربات الممنهجة على كل ما له علاقة بالتراث والمعمار الأندلسي الموريسكي في مدينة العرائش. وحذر عبد السلام الصروخ ، رئيس القسم الثقافي السابق ببلدية العرائش من الترخيص لهدم هذه البناية، معتبرا أنه لو حدث فإن "مصير إنسانتشي العرائش ستكون في خبر كان،وأن الهوية المشهدية الموريسكية إلى خراب". وأضاف بأن لوبي العقار بالعرائش صار متغولا،ولاحدود لشهيته الإسمنية. وإستغرب الصروخ كيف إستطاع لوبي العقار،من تعطيل كل محاولات الجرد والتسجيل لهذا التراث المعماري المتميز، وإحتواء المؤسسات المفروض فيها صيانته وحمايته وتثمينه، ودق ناقوس الخطر كون ذاكرة العرائش في خطر، و"كتائب الخراب تتقدم بكل ثقة في النفس." عشرات المواطنين الإسبان المولودون في مدينة العرائش، صدموا بهذا الخبر، وفي السياق دعت أنخليس راميريث، رئيسة جمعية "تشينيا" والتي ولدت في العرائش وعاشت طفولتها وشبابها في المدينة، قبل أن تغادر البلاد، كتبت في تعليق لها على الفايسبوك، "بالطبع إذا كان يجب على العرائشي رفع صوته لمرة واحدة، فعليه أن لا يدع مثل هذه المباني الجميلة أن يتم إبادنتها عن طريق المضاربة." من جانبه تسائل مصطفى الصبايطي، عن موقف المندوبية الجهوية للترات التي من اختصاصاتها المحافضة على المباني التاريخية والترات المعماري، محذرا من أن العرائش أضحت مرتعا لللوبي العقاري، الذي نجح حسب تدوينتهد "في هدم كل من سينما ايديال وسينما كوليسيو ومسرح إسبانيا،وتحويلهم إلى عمارات سكنية وقيصريات بدون حس جمالي يذكر وكذلك مسخ حدائق هيسبيرديس . وتعليقا على ذلك،كتب أحمد أشرقي مندوب وزارة الثقافة، ومدير المركز الثقافي المحلي،بأن المصالح الجهوية و الإقليمية للوزارة، رفضت طلب الترخيص بالهدم بمجرد توصلها بالملف. وتفاعلا مع الموضوع، دعا عبد الرحمن اللنجري، رئيس جمعية اللوكوس للسياحة المستدامة، كل العرايشيين برفض هدم البناية، و "على صاحبها ترميمها و الحفاظ على الواجهة وأن يخضع لقانون حماية التراث و الواجهات ." ووجه اللنجري رسالة للسلطات ووزارة الثقافة ووزارة التعمير و الوكالة الحضرية، لايقاف هدم الذاكرة التاريخية والجمالية للمدينة، ووجه تدوينة لاذعة لرئيس جماعة العرائش، عبد الإله احسيسين الذي وصفه بأن "يكره ذاكرة العرائش و يرخص بتدمير و تخريب العديد من معالمها التاريخية. وفي مراحل سابقة "منذ 1997 هو من رخص بهدم سينما كوليسيو و إيديال و بنايات تاريخية عديدة." ذات المتحدث أكد على أهمية، تربية أطفال العرائش وإخبارهم " أنهم محاطون بجماعات من الزومبي المتعطشة للخراب وهدم كل ما هو جميل، و أن بلديتهم يسيرها فاشلون دخلوا السياسة دخول اللصوص الى الأسواق، مسلحين بالحيل والتحراميات وسماسرة و كراكيز تجمل أفعالهم." في سياق الموضوع، حذر الناشط الجمعوي،عمر الشناوي من وجود صفقات مشبوهة في غياب تام للآليات الرقابية، وطالب النيابة العامة بالتدخل الفوري لوقف هذا العبث، محذرا من وجود توجه ممنهج لطمس الهوية التاريخية لهذه المدينة، مشددا على أن النضال الفيسبوكي يجب أن ينتقل لأرض الواقع قريبا لوقف هذا العبث. من جهته، إعتبر المخرج المغربي المعروف الشريف الطريبق، ما يقع جريمة في حق ذاكرة العرائش، ودعا الطريبق إلى تنظيم وقفة إحتجاجية للتنديد بالجرائم التي تقع ضد المعمار الموريسكي المميز لمدينة العرائش .