تعزز المشهد الثقافي بمدينة الحسيمة بافتتاح فضاء ثقافي جديد أطلق عليه اسم "مكتبة ميرامار للتنشيط الثقافي"، التي شرعت مؤخرا في تقديم مجموعة من الخدمات لفائدة مرتاديها. بتواجده بموقع جذاب ومتميز وسط مدينة الحسيمة، وبالضبط داخل فضاء ميرامار الشهير بالمدينة، يتيح هذا الصرح الثقافي لرواده من جميع الفئات العمرية الاستمتاع بإطلالة بهية على شاطئ كيمادو المتميز وميناء الحسيمة، ويمكنهم من إلقاء نظرة على مختلف فضاءات ومعالم جوهرة البحر الأبيض المتوسط. وتضم المكتبة، التي افتتحت مؤخرا بحضور شخصيات تنتمي إلى عالم الثقافة والفن وكتاب ومبدعين بالحسيمة، أزيد من 2700 مؤلف وكتاب تتناول مختلف أصناف ومجالات العلم والإبداع والمعرفة. ويقترح هذا الفضاء على مرتاديه، وعلى مدار السنة، فعاليات وأنشطة ثقافية متنوعة، ضمنها ندوات علمية ومعارض للصور واللوحات التشكيلية، وأمسيات فنية وشعرية، وموائد مستديرة وحوارات ثقافية، فضلا عن عروض مسرحية متنوعة. عن أهمية هذا الصرح الثقافي ودوره في خدمة الثقافة والقراءة بالحسيمة يقول أحمد المرابطي، مسير فضاء ميرامار وصاحب مبادرة إنشاء مكتبة بالفضاء، أن فكرة هذه المكتبة "كانت تراودني منذ فترة طويلة، وشجعني عليها أكثر قدماء تلاميذ ثانوية البادسي بالحسيمة"، مبرزا أن المكتبة تروم النهوض بثقافة القراءة والمطالعة وتقريب الكتاب، بجميع أصنافه، من المهتمين. وتابع المرابطي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المكتبة تتميز باحتوائها على أزيد من 2700 كتاب ومؤلف تتناول مجالات معرفية متنوعة، ضمنها التاريخ والشعر والفلسفة وعلم الاجتماع واللغات الأجنبية والمسرح والثقافة العامة والقانون والاقتصاد، من بينها 700 كتاب خاصة بالأطفال، مؤكدا أن الفضاء احتضن منذ افتتاحه عددا من الأنشطة والفعاليات الثقافية لفائدة الأطفال بحضور عدد من المثقفين والمهتمين. وأبرز أن المكتبة، التي لاقت فكرة إنشائها استحسانا وترحيبا كبيرين، ستستضيف مستقبلا ندوات علمية وحوارات ولقاءات بحضور ثلة من الأساتذة والمثقفين والباحثين، كما يجري التفكير في عقد شراكات مع كل من المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والمديرية الإقليمية للثقافة بالحسيمة لتعزيز التنشيط الثقافي بالإقليم. وبغرض التشجيع على القراءة والمطالعة، يضيف المرابطي، تم فتح باب الانخراط في خدمات المكتبة لفائدة الأطفال والطلبة وجميع الفئات العمرية بأثمنة رمزية، فضلا عن فسح المجال للمنخرطين لإمكانية استعارة الكتب بجميع أصنافها. من جهتها، أشادت المديرة الإقليمية للثقافة بالحسيمة، جيهان الخطابي، في تصريح مماثل، بهذا المولود الثقافي الجديد الذي سيصبح وجهة ثقافية مهمة تسهم في إعادة الاعتبار للكتاب والقراءة والتثقيف واكتشاف الآفاق الرحبة للفكر الإنساني وإبداعاته الخلاقة. وأكدت السيدة الخطابي انفتاح المديرية الإقليمية للثقافة واستعدادها التام لإبرام شراكة مثمرة مع الفضاء للمساهمة في النهوض بالخدمات التي تقترحها المكتبة لفائدة مرتاديها وزوارها، وتعزيزها بكتب وتجهيزات جديدة تساعدها على الاضطلاع بمهامها على أكمل وجه. في سياق متصل، نوهت المسؤولة بالأهمية التي تكتسيها المكتبة المتواجدة بدار الثقافة بالحسيمة التي تضم مجموعة من الكتب والمؤلفات المهمة والقيمة، وينتظر أن تتعزز قريبا بمؤلفات جديدة ومتنوعة في مختلف المجالات. والأكيد أن مكتبة ميرامار للتنشيط الثقافي ستسهم، بفضل الخدمات التي تقترحها والفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تستضيفها، في تقريب الكتاب والقراءة والمعرفة من ساكنة الحسيمة، وتعزيز الحوار والنقاش والتلاقح الثقافي من خلال استضافة مفكرين ومبدعين من آفاق ومشارب متنوعة.