على غرار أسماء مرموقة عالميا في الفن المعاصر استلهمت في عدد من إبداعاتها من التراث والفن المغربيين، استوحى مصممو أزياء إسبان مجموعاتهم من فن العيش المغربي الأصيل، الغني والمتنوع. وهكذا سار مجموعة منهم، والذي يشارك عدد منهم في الدورة 64 ل"مرسيدس بنز فاشيون ويك مدريد" (أسبوع الموضة في مدريد 16-20 شتنبر الجاري)، على خطى مصمم الازياء الفرنسي الشهير، إيف سان لوران، الذي اختار الإقامة في مراكش، واستلهم العديد من إبداعاته من المغرب. ومن بين هؤلاء المصممين، الإسبانية أغاثا رويز دي لا برادا، التي اشتهرت برسوماتها الأصيلة ذات الألوان الزاهية، وأنماطها التي تتخذ شكل أقمار ونجوم وشموس وسحب وغيرها. فبالنسبة لدي لا برادا، أيقونة الموفيدا، الحركة الثقافية الإبداعية التي عاشتها إسبانيا في ثمانينيات القرن الماضي، فإن "المغرب يعد مصدرا إلهام كبير" لمصممي الأزياء، بغض النظر عن الاتجاهات التي يمثلونها. وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فعاليات الدورة ال64 أسبوع الموضة في مدريد، قالت هذه المصممة "أقدر عاليا مختلف الجوانب الجمالية" للمناظر الطبيعية للمغرب، ولمعالمه. وذكرت دي لا برادا، التي سبق أن نظمت عرضا للأزياء بالدار البيضاء، بتعلق إيف سان لوران الكبير بالمغرب، خاصة مراكش، قائلة إنه يظل "أفضل مصمم أزياء عبر الزمن"، وأنه أكد دوما تأثير المغرب في إبداعه، كما أبرز غنى أزياء هذا البلد. وأشادت هذه المصممة الإسبانية، في هذا السياق، باختيار المغرب وجهة حصرية للدورة 64 ل"مرسيدس بنز فاشيون ويك مدريد"، الذي احتفت خلاله العاصمة الإسبانية بفن الموضة بكل تلاوينه، وبمبدعيها الذي بصموا هذا المجال، أو الذين شقوا طريقهم حديثا في هذا الميدان. وتأثير المغرب وتراثه في عالم الموضة بإسبانيا ليس حكرا على الجنس اللطيف فقط، بل يشمل أيضا المصممين الذين شدهم سحر المملكة، ومن بينهم، فرانسيس مونتيسينوس، أحد الوجوه المرموقة في تصميم الأزياء بهذا البلد الايبيري. وفي تصريح مماثل، قال مونتيسينوس، الذي لا يخفي عشقه للمملكة التي زارها كل صيف طيلة 25 سنة متتالية، إن "المغرب، بألوانه الزاهية وسحره الجذاب، شكل دوما بالنسبة لي مصدر إلهام". معربا عن إعجابه بالمجوهرات المغربية التقليدية، التي تميز مختلف جهات المملكة. واعترف هذا المصمم، الذي يعد مرجعا أساسيا للموضة بإسبانيا بفضل عروض الأزياء المتميزة التي نظمها، بأن حبه للمغرب مرده بشكل كبير إلى تعلق أحد الوجوه المرموقة في عالم الموضة بالمملكة، إيف سان لوران، مشيرا إلى أن كل رحلة قام بها للمغرب شكلت "اكتشافا جديدا" بالنسبة له. يذكر إلى أنه تم اختيار المغرب وجهة حصرية للدورة 64 ل"مرسيدس بنز فاشيون ويك مدريد" (أسبوع الموضة في مدريد) الذي انطلق اليوم الجمعة بالعاصمة الإسبانية بمشاركة نحو أربعين مبدعا ومصمما سيقدمون آخر صيحاتهم في مجال الموضة. وهكذا فالمملكة حاضرة في كل الخطط الترويجية ووسائل الإعلام والتواصل والعلاقات العامة في هذا الحدث الرائد للموضة بإسبانيا، الذي كان يطلق عليه في الماضي "باساريلا سيبيليس"، وذلك في إطار حملة استراتيجية مبتكرة للترويج لوجهة المغرب بهذا البلد الإيبيري. وتروم المشاركة المغربية في أسبوع الموضة بمدريد، التي تجري تحت شعار "المغرب، رحلة حياتك"، ربط وجهة المغرب بأسبوع الموضة الذي أقيم بالعاصمة الإسبانية، مع كل الأثر الإعلامي والترويجي الذي ولده هذا الموعد القار والهام للأزياء على هذه الوجهة. ويتيح هذا الحدث، بعروض الأزياء وآخر صيحات الموضة التي شكلت خلفية له، للمغرب فرصة لترويج مختلف مؤهلاته السياحية، ومن بينها تعدده الثقافي، ومنتوجاته التقليدية، وذواقته الأصيلة، وبنياته التحتية الفندقية الراقية، وشواطئه الخلابة، وملاعب الغولف التي يزخر بها. وقد أقيم بهذه المناسبة، بالفضاء الدولي للمعارض في العاصمة الإسبانية الذي استضاف هذا الحدث، رواق جذاب بألوان المغرب إلى جانب أروقة كبار المستشهرين والشركاء في هذا الأسبوع المخصص للموضة، والذي أسدل الستار على فعالياته أمس الأربعاء. وتم، في هذا الإطار، إعداد نشرة خاصة بهذه التظاهرة تضمنت معلومات عامة حول وجهة المغرب، وأبرزت نقاط الجذب السياحي التي تزخر بها المملكة، تم توزيعها على المهنيين والمصممين وعلى زوار الرواق المغربي. وتتحول مدريد مرتين في السنة إلى عاصمة للموضة باحتضانها مجموعة من عروض الأزياء تبرز إبداعات كبار المصممين، كما يتيح هذا الحدث، الذي أضحى مرجعا دوليا لعشاق آخر صيحات الموضة، للمبدعين الشباب الأكثر ابتكارا عرض مجموعاتهم أيضا. * و م ع