صدر، حديثا، عن منشورات أكاديمية المملكة المغربية كتاب فني عن الشاعر المغربي محمد بنيس يحمل عنوان "محمد بنيس مقام الشعر". ويعرض هذا المؤلف، الذي قدم أمس الأربعاء خلال حفل تكريمي للشاعر المغربي بمناسبة اليوم العالمي للشعر، صورا شاملة وعميقة عن أعمال محمد بنيس في الشعر والدراسة والنصوص والترجمة، بالإضافة إلى إبراز مكانته في الشعرية العربية الحديثة، وحضوره الفاعل عربيا ودوليا عبر ما ترجمه من أعماله الشعرية إلى عدة لغات، وما شارك به في إغناء الفكرة الشعرية، وما قام به من أجل الدفاع عن الشعر والشعراء داخل المغرب وخارجه. ويتضمن كتاب « محمد بنيس مقام الشعر »، الذي يقع في 322 صفحة من القطع المتوسط، تعريفا بالشاعر وبأهم أعماله، ونماذج من رسائل أعلام الشعر والأدب والترجمة عبر العالم إلى بنيس، من قبيل أدونيس، وعزيز الحبابي، وأمجد الطرابلسي. كما شملت دفتا الكتاب دراسات شعرية مثل « شعرية الكتابة.. كتابة الشعر: (في خصائص تجربة محمد بنيس) »، لعبد الواحد لؤلؤة، و »ذروة الموج » لأدونيس، و »نهر بين جنازتين » لماري-كلير بانكار، وغيرها. وخصص حيز هام من الكتاب الصادر عن منشورات أكاديمية المملكة المغربية لإيراد شهادات في حق الشاعر المغربي، مرفوقة بصور تجمعه بأدباء ومترجمين عالمين. وأكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل لحجمري، في مستهل هذا الكتاب، أن المؤلف يمكن أن يقرأ أيضا بوصفه رواية تحكي سيرة شاعر اختار أن يظل وفيا لكتابة قصيدة متجددة، تجول في آفاق الثقافة الانسانية. وأضاف السيد لحجمري أن هذا الكتاب هو « كتاب أنس وتأنيس، ففي فصوله قدر من الشعر وقدر آخر من النثر والنقد والشهادة والترسل البليغ وصور أخاذة بالأبيض والأسود، شاهدة على مرحلة وصداقة وعلى مصادفات الحياة »، مشيرا إلى أن محمد بنيس صاحب تجربة غنية في كتابة الشعر، والنثر، والنصوص الأدبية، والترجمة، راكمها منذ أكثر من نصف قرن ونيف، وقد جعلت منه « صاحب مشروع شعري برؤية فكرية متنورة ». واعتبر أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية أن القصيدة شكلت منعطفا حاسما في حياة محمد بنيس، وأن الأخير شاعر منشغل بما هو استيطيقي وإيديولوجي بطريقته الخاصة. ويعد محمد بنيس أحد أهم شعراء الحداثة في العالم العربي، وقد نشر قصائده الأولى سنة 1968، ثم نشر ديوانه الأول »ماقبل الكلام » سنة 1969. وقد ترجمت مجموعة من قصائده إلى لغات عديدة، من بينها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، والألمانية. كما ترجمت بعض دراساته إلى عدة لغات.