لم يقتصر الجدل الذي خيم على فعاليات الدورة الثانية عشر لمهرجان الثقافة الامازيغية "ثويزا"، التي اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم، على المواضيع المطروحة والفقرات المبرمجة فحسب، إذ كان ضيوف الندوات التي أثثت برنامج الدورة الأخيرة، طرف رئيسي في قضية تعويضات، قيل إنها منحت لهم بالملايين، نظير مشاركاتهم. ومن أكثر ضيوف المهرجان الذين تداولت العديد من الأوساط، معطيات تتعلق بتسلمهم لتعويضات مالية، مقابل مشاركتهم في تأطير فقرات نسخة هذه السنة، كان الشاعر المصري، هشام الجخ، الذي كانت أمسيته الشعرية فاتحة أنشطة هذه التظاهرة، حيث قدرت بعض الأوساط مقابل مشاركته في المهرجان، بمبلغ تراوح ما بين 10 و 15 مليون سنتيم. مبالغ مالية أخرى صرفتها إدارة مهرجان "ثويزا"، لفائدة المشاركين في تنشيط ندوات نسخة هذه السنة من المهرجان، تورد ذات المعطيات التي لم يستند أصحابها إلى مصادر دقيقة، ويتعلق الأمر بكل من الأديب والمفكر المصري يوسف زيدان، والفيلسوف التونسي يوسف الصديق بالإضافة للأساتذة حسن أوريد و أحمد عصيد وبولعيد بودريس و أحمد زاهد. مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الامازيغية، وهي الجهة المنظمة للدورة الثانية عشر لمهرجان "ثويزا"، وصفت ما تم تداوله حول تسليم منح للمثقفين والأدباء والشعراء المشاركين في فعاليات هذه النسخة، عبارة عن "مغالطات". وأكدت المؤسسة، من خلال بين حقيقة للرأي العام، "أن إدارة المهرجان، ومنذ الدورة الأولى سنة 2005، لم يسبق لها أن منحت أي تعويض مباشر أو غير مباشر لأي شخص ساهم في الندوات واللقاءات والأمسيات الشعرية"، مضيفة أن المؤسسة تقوم بتحمل جميع تكاليف التنقل والإقامة طوال أيام المهرجان. كما المؤسسة، حسب نفس البيان، أن جميع المشاركين في ندوات الدورة الحالية والأمسية الشعرية الافتتاحية، سواء من داخل أو خارج المغرب، لم يتسلموا قطعا أي تعويض مالي مقابل مشاركاتهم الفكرية والثقافية والشعرية في فعاليات المهرجان، وفقا لتعبير ذات الوثيقة.3 وتضمن برنامج الدورة الثانية عشر لمهرجان "ثويزا"، وهو الاسم المرادف للمهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، التي حملت شعار "دفاعا عن الطبيعة"، فقرات ثقافية مختلفة من ندوات وحلقات نقاش شارك فيها باحثون ومفكرون مغاربة وأجانب ،وهمت مختلف القضايا الادبية والاقتصادية والفكرية والسياسية التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني والإقليم. كما حفلت الدورة، بعروض موسيقية متنوعة عكست غنى وتنوع الروافد الموسيقية ،أحيتها اسماء فنية وازنة من المغرب والجزائر ،من ضمنهم الشاب خالد ولطيفة رأفت والفنانة الجزائرية جورجوة، وكذا الرابور الطنجاوي عبد الهادي مزوري "مسلم" والفنان الشاب أمين تمري المعروف ب"أمينوكس"، إلى جانب الفنان حفيظ الدوزي، والفنان الأطلسي عبد العزيز أحوزار. وحسب المنظمين، فإن المهرجان، يشكل حدثا سياحيا وثقافيا بامتياز يواكب الطفرة البنيوية والتنموية التي تعرفها منطقة طنجة الكبرى والتي تتعزز من سنة لأخرى كوجهة سياحية وطنية مهمة تستقطب اهتمام اعداد كبيرة من السياح المغاربة والأجانب.