اندلعت لليوم الثاني على التوالي، خاصة ببرشلونة ومدريد، مواجهات بين قوات الشرطة ومحتجين إثر مظاهرات احتجاجية خرجت للتنديد باعتقال مغني الراب بابلو هاسل، قبل أن تتحول إلى أعمال عنف وشغب وتخريب ممتلكات عمومية أسفرت عن اعتقال 48 شخصا (29 بكتالونيا و19 بمدريد)، بالإضافة إلى إصابة 55 بجروح من ضمنهم 35 من قوات الشرطة. وفي مدريد، تجمع المئات من المشاركين في هذه الاحتجاجات بساحة (بويرتا ديل سول)، رافعين لافتات تحمل صور المغني المعتقل ومرددين شعارات تدين هذا الاعتقال وتطالب بإطلاق سراحه وبحرية الرأي والتعبير، مع توجيه اتهامات لقوات الأمن التي كانت تحاصر هذه الساحة، لتبدأ المواجهات وأحداث الشغب والتخريب. وقام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة والمواد الصلبة، مع تخريب بعض الممتلكات العامة وتكسير الواجهات الزجاجية للمحلات التجارية، قبل أن تنتقل أعمال التخريب إلى الشوارع المحيطة بساحة (بويرتا ديل سول)، حيث أضرم المتظاهرون النار في حاويات القمامة وقاموا بتحطيم نوافذ وواجهات المتاجر ونهب ما بداخلها. وببرشلونة، نزل حوالي 2200 شخص إلى الشوارع لليوم الثاني على التوالي، من أجل المطالبة بإطلاق سراح مغني الراب في مظاهرات تم خلالها إضراب النار في حاويات القمامة وبعض الممتلكات العامة، مع إقامة الحواجز في ساحة (أوركويناونا) ورشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة. وحسب مصادر من الشرطة، فقد تم ببرشلونة اعتقال 29 شخصا من المشاركين في هذه الأحداث. كما شهدت مدن أخرى بكتالونيا أحداث شغب وتخريب أعقبت مظاهرات احتجاجية مطالبة بالإفراج عن بابلو هاسل، مثل خيرونا ولييدا وكذا بمدن في الجنوب الإسباني كغرناطة وغيرها. وكانت قوات الأمن الإسبانية قد اعتقلت أول أمس الثلاثاء، مغني الراب بابلو هاسل الذي كان قد صدر في حقه حكم بالسجن لمدة تسعة أشهر بسبب تغريدات هاجم فيها النظام الملكي الإسباني وقوات الأمن وتحصن في إحدى الجامعات بلييدا (كتالونيا) لمنع الشرطة من اعتقاله. وقد أثار هذا الحكم في حق بابلو هاسل جدلا في كل إسبانيا ونظمت العديد من الوقفات والتظاهرات الاحتجاجية في مدريد وبرشلونة لدعم مغني الراب، كما وقعت أكثر من 200 شخصية من الأوساط الثقافية والفنية والأكاديمية عريضة لدعم هذا المغني. ووجهت لإسبانيا بسبب هذه القضية عدة اتهامات بانعدام الديموقراطية وقمع حرية الرأي والتعبير والتضييق على الحريات.