ما تزال أوساط واسعة من المواطنين تعبر عن عدم الشعور بالأمن، ومطالبة الأجهزة المسؤولة ببذل جهود أكبر لتوفيره، وآخر صيحات هذه التعابير، كانت على شكل حملة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "زيرو كريساج"، في محاكاة للحملة الحكومية "زيرو ميكا"، الهادفة إلى القضاء نهائيا على استعمال الأكياس البلاستيكية. ويقول القائمون على تنشيط الحملة والمشاركين فيها، إن الوضعية الأمنية في مختلف المدن المغربية، أصبحت مثار قلق متواصل في أوساط المواطنين، مسجلين تناميا كبيرا في الظواهر الاجرامية، جراء تزايد نشاط المجرمين وقطاع الطرق الذين لا يتوانون عن تعريض حياة الناس للخطر بهدف السرقة. ويتداول مئات النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منشورات وصور تنتقد الأداء الأمني، "الذي لا يرقى إلى مستوى تطلعات المواطنين"، على حد تعبير "عبد الرفيع الصمدي"، وهو ناشط مدينة طنجة. "يروجون للتجربة المغربية في محاربة الإرهاب والشعب يعيش خوفا يوميا من السرقة بالسلاح الأبيض"، يورد أحد المنشورات التي يجري تداولها على نطاق واسع مصحوبة بهشتاغ "زيرو كريساج". وموازاة لحدة النقد الموجهة لأداء الأجهزة الأمنية في محاربة الجريمة، اختار نشطاء آخرون توجيه رسالة إلى الملك محمد السادس، يلتمسون من خلالها "إلغاء العفو عن كل من يرهب المواطنين مع أقصى العقوبات". ويرسم منشور آخر، في صيغة نداء إلى المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، صورى قاتمة للوضعية الأمنية في عموم البلاد، مطالبة إياه بتنظيم حملة أمنية للتصدي لظاهرة "الكريساج" وحاملي السيوف بشوارع المملكة. ويورد الكاتب والروائي عثمان بنشقرون، على صفحته الشخصية، حادثة تعرضه لمحاولة نشل هاتفه النقال، بحدائق المندوبية و شارع سان فرنسيسكًو بمدينة طنجة، قبل أن يضيف " علي من الآن أن أخرج إلى الشارع متسلحا باليقظة.. لا مجال للشرود لا مجال للاسترخاء الذهني.. ها أنا أطالب بالأمن، لكي ننعم بحق الشرود.." وكتب الصحفي بجريدة "المساء"، حمزة المتيوي، على صفحته الشخصية "الحملة اللي المفروض نشاركوا فيها كاملين بلا تفكير وبلا فلسفة، لأن كل واحد فينا إما كان ضحية ليها أو كيعرف شي واحد، وغالبا شي وحدة، اللي كانوا ضحايا". وفي غضون ذلك، شنت عدد من الدوائر الأمنية بمدينة طنجة حملات اعتقال واسعة لعدد من المتورطين في عمليات السرقة والضرب والجرح بالأسلحة البيضاء الى جانب مبحوث عنهم في قضايا مختلفة تحت إشراف والي امن المدينة مولود اوخويا . وأكدت مصادر أمنية أن الحملة الأمنية الموسعة والتي انطلقت منذ الساعات الأولى من ليلة أول أمس الأربعاء تم خلالها اعتقال ما يفوق 156 شخصا ، وشملت الحملة عددا من الدوائر الأمنية بوسط المدينة ناهيك عن المنقطة الأمنية الثانية بني مكادة والتي شنت بها العناصر الأمنية حملة موسعة انتهت باعتقال مبحوث عنهم في قضايا إجرامية. ويوم الجمعة الماضي، خرج العشرات من سكان حي "بنيبان" بمدينة طنجة، في مسيرة احتجاجية ضد ما يعتبرونه "ترديا أمنيا" تعيشه شوارع وأزقة حيهم بسبب تنامي نشاط اللصوص وقطاع الطرق. وهي الخطوة الاحتجاجية التي تجاوبت معها الأجهزة الأمنية بحملة واسعة، أسفرت عن توقيف 50 شخصا، من أصل 200 موقوف في مختلف مناطق طنجة.