تجاوزت قضية اتهام مسؤول أمني بطنجة، باحتجاج وتعذيب قاصر، نطاق النفوذ الترابي للدائرة القضائية التابعة لمحكمة الاستئناف بطنجة، بعدما وجهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مراسلة إلى وزير العدل والحريات، تطالبه بفتح تحقيق "نزيه ومحايد في الموضوع". وذكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في مراسلتها الموجهة باسم الفرع المحلي بطنجة إلى وزير العدل والحريات، بعد يوم واحد من تخليد الحركة الحقوقية العالمية لليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب (26 يونيو)، عرفت مدينة طنجة وقائع تدخل في إطار موضوع التعذيب الذي لطالما اعتبرته الدولة أمرا عارضا خلافا لمضامين التقارير الحقوقية الوطنية و الدولية. واستحضرت الجمعية تفاصيل الحادث، كما تضمنته شكاية والد القاصر إسلام العوامي الفيلالي، إلى النيابة العامة، التي اتهم فيها رئيس الدائرة الأمنية السادسة بطنجة، باحتجاز ابنه وتعريضه للتعذيب، بدعوى الاشتباه في قيامه بأعمال سرقة من داخل مسجد. واعتبرت الجمعية، أن الوقائع المذكورة " تشكل جرائم معاقب عليها في القانون الجنائي"، خاصة أمام رفع وزارة العدل لشعار "لا تسامح مع ممارسي التعذيب"، في ظل التزامات الدولة المغربية الناتجة عن مصادقتها على اتفاقية مناهضة التعذيب و البروتوكول الملحق بها وطالبت الجمعية وزارة العدل والرحيات، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بقصد فتح تحقيق نزيه و محايد في الموضوع و إحالة كل من له علاقة بقضية الاحتجاز و التعذيب على القضاء بقصد تطبيق القانون و عدم الإفلات من العقاب. وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم 27 يونيو الماضي، بحسب ما تلخصه شكاية تقدم بها والد المعني بالأمر إلى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، حيث تعرض إلى المعني بالأمر، المسمى "إسلام العوامي" البالغ من العمر 17 سنة، إلى التعنيف والضرب على يد رجال شرطة. وتورد الشكاية، أن القاصر كان جالسا رفقة أربعة من أصدقائه قرب مسجد "النصر" بمنطقة "دار المويكنة"، في حدود الساعة الحادية عشر والنصف ليلا، قبل أن يتفاجأ بقدوم دورية أمنية ويقوم عناصرها مباشرة باقتياد المعني بالأمر إلى مقر الدائرة المذكورة، حيث كان واضحا أنهم يقصدونه دون غيره. وعزز المشتكي، وثيقته المودعة لدى اللجنة الحقوقية بشهادة طبية حددت مدة العجز الناجم عن هذا "الاعتداء" في 24 يوم، مع صور تظهر إصابة القاصر بكدمات ورضوض في أنحاء مختلفة من جسمه، علاوة على عوارض نفسية، جراء الأسلوب الذي اعتمده أحد الضباط في ضربه وإهانته، على حد تعبير الشكاية.