احتلت الردود الموجهة ضد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وزعيمه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، حيزا مهما في تصريحات لغريمه السياسي، إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حين حل هذا الأخير ضيفا على "بيت الصحافة" بطنجة. وتعليقا على حصوله على عدد أصوات مجموعها 187 صوت خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة بدائرته الانتخابية بإقليم الحسيمة، وجه العماري، انتقادات لاذعة لحزب العدالة والتنمية وأمينه العام عبد الإله بنكيران، على خلفية إثارة موضوع "عدد الأصوات التي أوصلته إلى رئاسة الجهة"، معتبرا أن ذلك يندرج ضمن محاولات "استبلاد المغاربة وقلب الحقائق". "أنا كرئيس لمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، لم آتي عبر صناديق الانتخابات الجماعية، ولكن عبر الانتخابات الجهوية بعد أن تمسك المكتب السياسي للحزب بترشحي لهذا المنصب"، يقول العماري الذي اعتبر أن خصوم حزبه يتعمدون إسقاط مغالطات دون اعتبار جانب عدد السكان والناخبين في كل دائرة انتخابية، مشيرا إلى أن لائحة حزبه في الانتخابات الجهوية، حصلت على 45 ألف صوت كثاني معدل من نوعه على المستوى الوطني. وتابع رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، قائلا "جلست إلى السيد الحكومة في جلسة خاصة ونبهته إلى ضرورة الكف عن إطلاق لسانه في هذا الموضوع وإلا فإنني سأقول أمورا أخرى على الملأ". ومن ضمن هذه الأمور، حسب نفس المتحدث، أنه إذا تم الأخذ بعين الاعتبار عدد الأصوات فيجب على بنكيران أن يدرك "أنه حصل على عدد أصوات أقل من تلك التي حصلت عليها ومع ذلك فإنه رئيس حكومة وأنا رئيس جهة". وحول موضوع وضعية حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى مدينة طنجة، اعتبر إلياس العماري، أن الحزب حقق تقدما ملموسا سواء على مستوى الأصوات المتحصل عليها خلال الانتخابات الأخيرة أو على مستوى المقاعد مقارنة مع انتخابات 2009، مبرزا أن حزبه حصل خلال انتخابات 2015 ما يقارب 30 ألف صوت مقابل 12 ألف صوت فقط خلال سنة 2009. "وهذا لا يعني أننا لم نخسر" يتابع العماري متحدثا في هذا الجانب، قبل أن يوضح أن حزبه الذي كان في موقع التسيير أدى ثمن التسيير وقد" قمنا بقراءة متأنية لأدائنا على المستوى السياسي والجماعي ووقفنا على مواضع خلل نحاول تصحيحها". وبخصوص العلاقة بينه وبين شقيقه فؤاد العماري، الذي كان يشغل منصب عمدة لمدينة طنجة، كشف قائد "التراكتور"، أنه لم يكن يرغب في ممارسة شقيقه للسياسية، لكنه اختار ذلك المسار ضدا على رغبته "وعندما ترشح للانتخابات وأصبح عمدة للمدينة خاصمته وقاطعته لمدة طويلة"، يقول العماري الأكبر في حديثه عن علاقته بشقيقه الأصغر. ولأول مرة كشف إلياس العماري، أن خيار عودة شقيقه إلى عمودية طنجة، لم يكن واردا في أجندة الحزب، مبرزا أن التوجه العام كان يصب في خانة اختيار سيدة لهذا المنصب في حالة فوز الحزب في الانتخابات الجماعية الأخيرة.