مع حلول شهر رمضان المبارك تسعى النسوة المغربيات لتحضير أطباق خاصة وحلويات مميزة، فمائدة الإفطار المغربية لا تخلو من بعض الأطباق الموسمية الضرورية، توارثتها عن الأمهات والجدات، وحتى مع قدوم أجيال معاصرة تسعى للجديد دائما، إلا أنها متشبثة بدورها بهذه الأطباق التقليدية وتعتبرها واجبة لا يستغنى عنها. فمائدة الإفطار المغربية تضم أطباق تحمل معاني مختلفة، من أبرزها طبق حلوة الشباكية أو المخرقة التي تزين مائدة الإفطار لمدة شهر كامل، حيث ترافق الشربة أو الحريرة، والتي تعمل النساء على تحضيرها بكميات وفيرة قبل حلول الشهر الفضيل، لتقمن بتقديمها كل يوم، وتختلط مكوناتها بين الطحين، اللوز، السمسم... ويميزها الطعم الحلو التي يضفيه عليها العسل، حيث تغمس فيه بعد تحضيرها، فيكون الناتج حلوة تحمل شكل مبتكر وطعم عسل لذيذ. وتحكي الجدات قصة الشباكية أو المخرقة ، وتقلن أن أصولها عثمانية استقطبنها المغربيات من الجزائر، ويحكى أن أول من صنع هذه الحلوى بائع حلويات متجول، كان يجوب الحارات والشوارع ليعرض بضاعته على الساكنة، وكان يختار دائما الوقوف تحت شباك إحدى البيوت ليقدم حلوياته، وكانت تطل عليه دائما فتاة فاتنة الجمال لتطلب منه أن يبيعها الحلوى، ومن كثرة إعجابه بجمالها قرر صنع حلوة بشكل شباك بيتها، وزينها بالعسل ليعبر عن حلاوتها وجمالها، فقدمها لها تعبيرا عن إعجابه بالجمال الذي قدره بالحلوى والعسل. وكانت هذه أسطورة الشباكية كما تحكيها الجدات المغربيات لأبنائهن وأحفادهن، وكما تزين بها مائدة الإفطار اليومية في شهر رمضان رفقة الحريرة ، وتفرحن بمذاقها الحلو كل المفطرين الذين يؤكدن أن الشربة المغربية تزيد لذة وحلاوة عندما ترافقها حلوة الشباكية.