تفضل فئات واسعة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، قضاء أيام شهر رمضان المبارك، وسط ذويهم وأهاليهم في أرض الوطن، بالنظر لخصوصية الشهر الفضيل هنا في المغرب، التي تكاد تنعدم في بلاد المهجر. ووجد الآلاف من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، تزامن شهر رمضان المعظم مع فترة عطلتهم الصيفية، فرصة مواتية لإمضاء أيام الشهر الفضيل وسط أفراد عائلاتهم في المغرب، حتى يتسنى لهم أن يعيشوا أجواءه الروحانية والاجتماعية، التي لا تتوفر في بلاد الإقامة، بحسب ما يفصح عنه العديد من المهاجرين المغاربة الذين عادوا خلال الأيام الأخيرة إلى أرض الوطن، تزامنا مع انطلاق عملية العبور "مرحبا 2016". ويجمع هؤلاء المهاجرون الذين جرى استيقاء آرائهم لدى حلولهم بميناء طنجة المتوسط، أن تزامن شهر رمضان مع هذه الفترة، يشكل فرصة مواتية للنهل من طقوسه الروحية وعاداته الاجتماعية وسط الأهل والأحباب، بعيدا عن الروتينيات السائدة في بلاد المهجر، التي تحول دون الاستمتاع بأجواء الشهر الفضيل. "لا يوجد أفضل من المغرب لقضاء أيام رمضان المبارك"، تقول "الحاجة هبة"، مقيمة مغربية بالديار الإسبانية في الخمسينات من العمر، وتوضح في دردشة سريعة "عندنا في المغرب عادات اجتماعية وتقاليد تجمع شمل العائلة والأحباب". وعن الفرق بين أجواء الشهر الفضيل هنا في المغرب عن نظيرتها في بلاد المهجر، تضيف "الحاجة هبة"، أنه بالرغم من إمكانية جمع بعض أفراد الأسرة والعائلة في بلد الإقامة، فإن أجواء رمضان هناك ليست في مستوى ما هو في المغرب. ولم يذهب "كريم"، القادم من مدينة ألكانتي الإسبانية، عبر ميناء طنجة المتوسط، بعيدا عن رأي "الحاجة هبة"، فهو بدوره يرى الهدف من قضاء رمضان هنا في المغرب، مرده إلى الرغبة في الاستمتاع بجو من الطقوس الرمضانية التي لا توجد في إسبانيا، "حيث تنعدم هذه الطقوس الخاصة في المهجر" يقول كريم رب أسرة مكونة من أربعة أطفال. ويلخص هذا المهاجر هذه الطقوس في العادات الجماعية لساكنة طنجة من صلاة التروايح، والتمكن من زيارة الأهل، والعادات الأخرى المتعلقة بالحركة التجارية للأسواق والأطباق الشهية التي يتم إعدادها خلال الشهر دون باقي الشهور، وهو ما يشكل حسب عبد الله أجواء تعيد جزءا من ذكريات شهر رمضان الطفولية التي قضاها بين أزقة طنجة. وتكشف أرقام صادرة عن السلطات المينائية بميناء طنجة المتوسط، التي تحرص على التواصل من خلال بلاغات حول عملية عبور الجالية المغربية المقيمة في الخارج، عن تسجيل عبور أزيد من 18 ألف من مغاربة الخارج، منذ بداية شهر رمضان المبارك، التي تزامنت مع انطلاق عملية "مرحبا 2016". وتتوقع السلطات المينائية، أن يعرف موقع طنجة المتوسط، خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك وبداية شهر يوليوز القادم، تدفقا كبيرا لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ،خاصة وأن هذه الفترة تتزامن مع بداية موسم العطل الصيفية ،المدرسية والمهنية ، بمختلف الدول الأوروبية . تمضي أيام شهر رمضان المبارك، ليدنو بعدها موعد عيد الفطر، حيث يستعد الالاف المهاجرين القادمين من أوروبا العودة مجددا إلى ديارهم، بعد أن قضوا شهر الصيام رفقة الأهل في أجواء روحانية متميزة ، حيث يقوم كثيرون بالعودة إلى بلدانهم محملين بما تيسر من حلويات وأكلات رمضان الشهية تيمنا ببركات هذا الشهر الفضيل.